غياب كرنفال مرمريتا هذا العام

بعد سبع سنوات من عودته، لم يُقم “كرنفال مرمريتا” في 14 آب هذا العام، إذ أعلنت اللجنة المنظمة إلغاء الاحتفال. جاء القرار بسبب الظروف العامة التي لا تسمح بإقامة فعاليات ضخمة، ولتقديم وقفة حداد على أرواح شهداء تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق، إضافة إلى شهداء الساحل والسويداء.

جورج شوك، عضو اللجنة، أوضح أن الكرنفال بطبيعته احتفال واسع من حيث الحضور وتنوع الفعاليات، وأضاف أن اللجنة فضّلت أن تكون هذه السنة استراحة تمهيدًا للعودة بشكل أفضل العام المقبل، رغم تقديم السلطات كافة التسهيلات لإقامته.

كرنفال مرمريتا: تاريخ طويل وفعاليات متنوعة

يقام الكرنفال سنويًا في قلب وادي النصارى بريف حمص، احتفاءً بعيد السيدة العذراء، الذي يمثل في المعتقد المسيحي انتقال مريم العذراء إلى السماء.

تبدأ الفعاليات صباحًا في ساحة البلدة، حيث يرتدي المشاركون أزياء تنكرية تحاكي أحداثًا تاريخية وقضايا اجتماعية وشخصيات رمزية. تتجه الفرق نحو مسيرة تنافسية على أفضل عرض قصصي، وسط أجواء من التصفيق والهتافات، بينما تجوب العروض الكشفية شوارع البلدة على وقع الطبول والموسيقا.

يُزيَّن تمثال السيدة العذراء بالورود ويحمل في موكب احتفالي إلى “جبل السيدة”، حيث يختار بعض الزوار البقاء على القمة لمواصلة الاحتفال، في مشهد يدمج البعد الروحي بالبهجة الشعبية.

جسر للمحبة والسلام بين السوريين

الكرنفال أصبح مساحة مفتوحة للجميع، حيث يلتقي المسلمون والمسيحيون دون حواجز، ليصبح رمزًا للتعايش والمحبة.

سارة خوري من السويداء تقول: “الأكلات التراثية والأجواء جعلتني أشعر بأنني جزء من البلدة”، في حين يصف علاء قسّام من دمشق تجربته: “لم أشعر أني ضيف، كنا جميعًا كعائلة واحدة، وهذا هو أجمل ما في الكرنفال”.

رسالة الكرنفال مستمرة رغم الإلغاء

لأهالي مرمريتا، الكرنفال ليس مجرد عروض، بل رسالة أعمق عن المحبة والسلام والألفة بين الناس. مرح، 18 عامًا، قالت: “كنت أشعر أني أعرف الجميع وأحبهم، واكتسبت أصدقاء لا زلنا نتواصل حتى اليوم”.

وتؤكد اللجنة المنظمة أن الساحة ستظل مفتوحة للزوار مستقبلًا، مع استمرار روح الفرح والانتماء الجماعي، لتبقى مرمريتا وجهة مميزة لكل السوريين، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو الاجتماعية.

إقرأ أيضاً الرئاسة السورية تعزي بضحايا هجوم كنيسة مار الياس

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب