أُعيدت صباح اليوم، عملية افتتاح ممر “أبو الزندين” الذي يفصل مناطق الدولة السورية عن المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي وفصائله، في ريف منطقة الباب شمال شرق حلب، بعد أن كان شهد الممر عدة عمليات فتح وإغلاق سابقة نتيجة الصراعات والتناحر المستمر فيما بين فصائل أنقرة.
وذكرت مصادر محلية من منطقة الباب لـ “داما بوست” أن قوافل الشاحنات المحملة بالعديد من أنواع السلع التجارية والخضروات بدأت بالفعل بالمرور من ممر “أبو الزندين” باتجاه مناطق الدولة السورية، إلى جانب عدد من السيارات المدنية، دون تسجيل أي حوادث أو مشاكل خلال اليوم الأول من افتتاح الممر.
وأشارت المصادر إلى أن فصيل ما يسمى بـ “الشرطة العسكرية” المدرّب والمدعوم تركياً، دفع بعدد كبير من دورياته ومسلحيه إلى الممر لضمان عدم مهاجمته من قبل باقي الفصائل، وخاصة منها الطامعة بتولي زمام إدارته والاستحواذ على عائداته، على غرار المرات السابقة التي افتتح فيها الممر.
من جانبها سرّبت مصادر خاصة لـ “داما بوست” معلومات عن الاتفاق الذي أبرمته أنقرة مع فصائلها لضمان فتح واستمرارية ممر “أبو الزندين”، حيث قالت المصادر أن اجتماعاً موسعاً أجرته المخابرات العسكرية التركية مع قياديي الفصائل في ولاية “كلّس” التركية، تم خلاله إقرار فتح الممر من جهة مناطق سيطرتهم.
وتضمن اجتماع “كلس” بحسب التسريبات، اتفاق أنقرة مع فصائلها على أن يكون الممر بعيداً عن أي أغراض سياسية أو عسكرية، وأن يستخدم فقط لصالح الأغراض التجارية والإنسانية، الأمر الذي صوت عليه معظم قياديي الفصائل، باستثناء قياديي فصيل “الجبهة الشامية” الذين رفضوا فكرة فتح الممر من أساسها، بينما أظهر فصيل “فرقة السلطان مراد” رفضه بشكل ضمني عبر امتناع أي من قيادييه عن حضور الاجتماع.
وبينت المصادر أن أسباب رفض “الشامية” و”السلطان مراد” فتح ممر “أبو الزندين”، تعود إلى رغبة كلا الفصيلين بإدارة الممر بشكل مستقل ونيل الحصة الأكبر من عائداته، الأمر الذي رفضه قياديو باقي الفصائل، والذين اتفقوا مع الأتراك على أن إدارته مشتركة تحت مسمى “هيئة عليا المشتركة” يتم تشكيلها من جميع الفصائل.
وفي أعقاب فتح الممر، باشر فصيلا “الجبهة الشامية” و”السلطان مراد” عبر التنسيقيات التابعة لهما، بمهاجمة تلك الخطوة والمطالبة بإغلاق الممر من جديد، بينما توقعت المصادر أن يبدأ الفصيلان وكما جرت عليه عادتهما، بإخراج عائلات مسلحيهما في مظاهرات رافضة لافتتاح الممر، وفق السيناريو ذاته الذي كان تخلل عمليات فتح الممر سابقاً.
ويعتبر ممر “أبو الزندين” من أهم الطرق الحيوية والاستراتيجية التي تصل مناطق الدولة السورية بشكل مباشر مع مناطق سيطرة الاحتلال التركي وفصائله بريف حلب، وكان شهد خلال السنوات السابقة عدة عمليات افتتاح سرعان ما تنتهي بإعادة إغلاقه أيام قليلة نتيجة الصراعات الدامية والاشتباكات التي كانت تدور فيما بين مسلحي الفصائل الموالية لتركيا، نتيجة خلافهم على إدارة الممر والاستحواذ على عائداته.