شيخ عقل الدروز في لبنان يدعو إلى تدخل عربي لرعاية اتفاق السويداء
دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، الشيخ سامي أبي المنى، إلى تدخل عربي والدول المعنية لضمان تنفيذ اتفاق شامل في محافظة السويداء جنوب سوريا، في ظل الاشتباكات المتواصلة بين قوات الحكومة السورية والفصائل الدرزية المحلية.
وفي مقابلة مع وكالة “الأناضول”، قال أبي المنى إن الحوار هو “السبيل الوحيد لتجنيب السويداء وسوريا مزيداً من العنف والانقسام”، مشيراً إلى أن الاتفاقات الميدانية لا يمكن أن تصمد من دون رعاية وضمانات عربية وتركية واضحة.
وأضاف أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مؤخراً بين الحكومة السورية ووجهاء محليين في السويداء “كان جيداً من حيث المبدأ”، لكنه يحتاج إلى دعم خارجي لتأمين تنفيذه، في ظل فقدان الثقة بين الدولة والفصائل المحلية.
وخلال كلمته في الاجتماع الاستثنائي للهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في بيروت، شدّد أبي المنى على ضرورة التهدئة في المحافظة، محذراً من خطورة التصعيد بين أبناء الجبل وعشائر البدو، قائلاً: “نستنكر بشدة أي اعتداء على أهلنا وجيراننا من البدو، ونرفض أي دعوات تؤدي إلى حشد عشائري أو مواجهات مفتوحة”.
كما عبّر عن رفضه لـ”الدعوات العشائرية الصاخبة إلى النفير العام”، محذراً من أنها “تنذر بحرب مذهبية”. وأكد كذلك أن “الدعوات إلى الحماية الإسرائيلية للسويداء لا تنسجم مع تاريخ الطائفة وهويتها الوطنية”.
وكشف أبي المنى عن إيصال نصائح مباشرة إلى الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للدروز في سوريا، تحثه على المساهمة في تهدئة التوتر والدفع باتجاه حل تفاوضي يضمن استقرار المحافظة. كما دعا الدولة السورية إلى “تحمّل مسؤولياتها في احتواء الأزمة وفتح حوار مباشر مع أبناء السويداء”.
جنبلاط يدعو إلى التهدئة والحوار
في السياق ذاته، دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط إلى وقف فوري لإطلاق النار في السويداء، معبّراً عن أسفه لما اعتبره “غياب الشخصيات الوطنية الجامعة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الجبل”.
وأكد جنبلاط في تصريحات صحفية أن “جبل العرب جزء لا يتجزأ من سوريا”، مشدداً على ضرورة “عدم تشويه إرث سلطان باشا الأطرش تحت أي شعارات”.
وأضاف: “نحن أمام مرحلة فرز سياسي ومذهبي دقيقة، والمطلوب تحكيم العقل والتوقف عن الانجرار خلف ردود الفعل”، داعياً إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للنظر في أحداث العنف التي طالت سكان السويداء وكذلك أبناء العشائر.
وختم جنبلاط بالتأكيد على رفضه للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية واللبنانية، معتبراً أن “هذه الانتهاكات لا تساهم في تهدئة الأوضاع بل تزيد من تعقيد المشهد الإقليمي”.
اقرأ أيضاً: قصف إسرائيلي يستهدف مقر هيئة الأركان في دمشق