بين إدلب والسويداء.. موقف دروز جبل السماق من التصعيد
في ظل تصاعد التوترات في محافظة السويداء، أكد وجهاء وأهالي منطقة جبل السماق، الواقعة في ريف إدلب الشمالي الغربي، تمسّكهم بوحدة البلاد ووقوفهم إلى جانب الحكومة السورية، مشددين على رفضهم لأي تدخل خارجي، بما في ذلك التدخل الإسرائيلي.
ويُقدّر عدد سكان جبل السماق من طائفة الموحدين الدروز بنحو 10 آلاف نسمة موزعين على 14 قرية، من أبرزها قلب لوزة وكفتين وكوكو وعبريتا. وتُعد المنطقة واحدة من التجمعات القليلة للطائفة الدرزية في شمال سوريا.
دعم واضح للحكومة
رئيس المجلس الموحد في جبل السماق، عطى مرعي أبو يوسف، صرّح بأن أبناء المنطقة “يقفون مع الدولة السورية في السراء والضراء”، معتبراً أن الأصوات الداعية للانفصال أو التحالف مع أطراف أجنبية لا تمثلهم. وقال: “ما يصدر عن شخصيات مثل الشيخ حكمت الهجري لا يعكس موقفنا، ونحن نرفض الزج بالطائفة في أي مواجهة مع الدولة”.
وأشار مرعي إلى أن المنطقة شهدت تعايشاً مستقراً في السنوات الماضية، رغم سيطرة “هيئة تحرير الشام” على محافظة إدلب، مضيفاً: “لم نواجه تمييزاً، وكان الدعم الحكومي يصل إلى مجالسنا المحلية، كما زارنا الرئيس أحمد الشرع سابقاً وأكد احترامه الكامل للتعددية الدينية”.
أصوات مشككة وردود نافية
بالمقابل، عبّر ناشطون من الجنوب السوري عن شكوكهم في صحة هذه التصريحات، مرجحين أن تكون صادرة تحت ضغوط سياسية أو أمنية. أحدهم، يُدعى “ورد.ع”، قال إن “الواقع في إدلب ليس وردياً كما يتم تصويره، وقد واجه دروز المنطقة تضييقات على مدار الأعوام الماضية”.
في المقابل، نفى وجهاء محليون مثل عبدالسلام قرمو هذه الادعاءات، وأكد أن “أهالي الجبل لم يتعرضوا لأي تهديد”، مشيراً إلى مشاركة بعض أبنائهم في مؤسسات الدولة، بما فيها الأمن الداخلي، ومؤكداً أن العلاقة مع الحكومة الانتقالية قائمة على الشراكة وليس الإقصاء.
نموذج للتعددية وسط الانقسام
يرى مراقبون أن جبل السماق يمثّل حالة فريدة من التعايش والتماسك المجتمعي، وسط بيئة سورية مضطربة تشهد انقسامات طائفية ومناطقية في عدة مناطق. ويقول هؤلاء إن اختلاف المواقف بين دروز إدلب ودروز السويداء يعكس التعدد داخل المجتمع السوري نفسه، ويعبّر عن تنوّع سياسي لا يجب اختزاله في خطاب واحد.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه وتيرة العنف في محافظة السويداء، التي تشهد توتراً متصاعداً منذ أسابيع، وسط انقسامات داخلية في صفوف أبناء الطائفة، وتباينات في النظرة إلى الحكومة المركزية والدور الخارجي في البلاد.
اقرأ أيضاً:الرئاسة الروحية للموحدين الدروز تصف السويداء بـ “المنكوبة” وتدعو العالم للتدخل