إنجاز طبي في دمشق.. نجاة الحالة الأصعب لـ “تسلخ الشريان الأبهر”

ثماني ساعات استمرت العملية حتى تمكن الكادر الطبي من إنقاذ السيدة وجنينها

داما بوست | سوار الصفدي

راجعت مريضة تبلغ من العمر 28 عاماً وهي حامل في الشهر الثامن مستشفى جراحة القلب الجامعي بدمشق، وهي تعاني من ألم صدري حاد في يوم الأربعاء 12 يوليو- تموز عند الساعة التاسعة مساءً، وبعد فحص الحالة من قبل الأطباء المناوبين تم تشخيصها حالة “تسلخ الشريان الأبهر”.

وأكد الدكتور “حسام خضر” مدير مستشفى جراحة القلب الجامعي بدمشق لـ “داما بوست”..”أن السيدة راجعت المستشفى وهي تعاني من ألم صدري حاد وضاغط وتعد حالة نادرة جداً، وبعد إجراء الفحوصات الطبية والإيكو عبر المريء والإيكو العادي من قبل الأطباء المناوبين، شُخصت الحالة واتخذ قرار العمل الجراحي الفوري”.

وبحسب مدير المستشفى، أُدخلت المريضة إلى غرفة العمليات في تمام الساعة 11:57 مساءً، وكان الهدف لدينا في هذه الحالات الحرجة للنساء الحوامل هو إنقاذ الأم بالدرجة الأولى، وتم استدعاء أطباء التوليد والأطفال من مستشفيات التوليد والأطفال الاختصاصيين، نظراً لعدم تخصص مستشفى القلب بعمليات التوليد، وبالتزامن مع عملية تسلخ الشريان الأبهر أجريت عملية التوليد ونجحت كلتاهما”.

وتابع “خضر”.. “استغرقت العمليتان نحو 8 ساعات متواصلة ووضعت المريضة في العناية المشددة لغاية أمس الاثنين، ووضع الطفل في الحاضنة بمستشفى الأطفال فور ولادته وحالته الصحية جيدة جداً، وتم تأمين جميع المستلزمات الطبية للمريضة والطفل من قبل المستشفى”.

وأوضح “خضر”.. “ليست هي المرة الأولى ولا الأخيرة التي يجريها مستشفى جراحة القلب الجامعي، والمشافي لدينا متوفر فيها أحدث الأجهزة والتقنيات اللازمة في ظل الحصار المطبق على سورية، ونشكر مستشفيي التوليد والأطفال على سرعة الاستجابة وإرسالهم الأطباء الاختصاصيين على الفور وتقديم كافة التسهيلات”.

وقال الدكتور “راغب سليمان” مدير مستشفى باسل الأسد لجراحة القلب والأوعية الدموية لـ “داما بوست”.. “يراجعنا العديد من حالات تسلخ الشريان الأبهر والتسلخ هو انفصال بطانة طبقات الشريان الأبهر الصاعد عن بعضها البعض ودخول الدم بين الطبقتين، ويشكل ما يسمى قناة كاذبة إضافة إلى القناة الحقيقية للشريان الأبهر، والتي تؤثر على تروية أعضاء الجسم كافة والدماغ بشكل خاص، كما تؤدي إلى توسع الشريان الأبهر الصاعد وتمزقه، وممكن أن تحدث الوفاة في حال عدم الاستجابة الفورية للحالة”.

وشرح “سليمان”..”أن العوامل الشائعة لحالة تسلخ الشريان الأبهر: ارتفاع التوتر الشرياني والصدمات النفسية الحادة وأمراض الأنسجة الضامة، والألم الصدري الشديد يعد مؤشراً هاماً للحالة، ويمكن أن يكون أمامي أو خلفي بين الكتفين حسب بداية موقع التسلخ ويجب مراجعة المستشفى فوراً، وخلال عيد الأضحى المبارك أجرى مستشفى الأسد لجراحة القلب والاوعية الدموية حالتين مختلفتين خلال اليوم الأول والثاني من أيام عيد الأضحى، وعموماً حالات التسلخ عند الرجال أكثر من النساء”.