منذ أكثر من شهرين.. الاتصالات الخلوية مقطوعة في شمال شرق سوريا وسط تجاهل رسمي
تجاوز انقطاع خدمات الاتصالات الخلوية في مناطق شمال شرق سوريا شهره الثاني، دون صدور أي توضيح أو بيان رسمي من الجهات المعنية، سواء من الحكومة السورية الانتقالية أو الإدارة الذاتية الكردية التي تدير تلك المناطق. كما التزمت شركتا الاتصالات الرئيسيتان، MTN وSYRIATEL، الصمت حيال هذا الانقطاع المستمر، وذلك بحسب موقع الترا سوريا.
هذا التوقف التام في خدمات الشبكة ألحق أضراراً مباشرة بالمواطنين، خصوصاً من ذوي الدخل المحدود، ممن يعتمدون بشكل يومي على الهواتف المحمولة في تسيير أعمالهم وتواصلهم. وقد عبّر العديد من السكان عن معاناتهم جراء تضرر أعمالهم اليومية وأشغالهم بسبب انقطاع الشبكة.
ولجأ البعض إلى بدائل محدودة مثل الشبكات المنزلية أو الاشتراك بخدمات شركة RCELL التي تعمل بنظام الباقات، إلا أن هذه الحلول تعتبر باهظة الثمن وغير متاحة إلا في مراكز المدن، فيما تبقى الضواحي والقرى محرومة منها، ما يفاقم من عزلة سكان الريف ويفرض حالة من الإرباك والشلل في الحياة اليومية.
في ظل هذا الوضع، تزداد التساؤلات حول أسباب الانقطاع، وتتصاعد المطالبات الشعبية بضرورة إصدار توضيحات فورية من الجهات المعنية، وتقديم حلول عاجلة تعيد خدمات الاتصال الأساسية إلى هذه المناطق.
وفي السياق، أعلنت شركة “أرسيل” للاتصالات، خلال مؤتمر صحفي عقدته الشهر الماضي في مدينة القامشلي، عن نيتها إطلاق خدمة الاتصال عبر تقنية الجيل الرابع “VoLTE”، التي تتيح إجراء مكالمات صوتية عالية الجودة باستخدام شبكة 4G، مع وعد بتوفيرها قريبًا للمشتركين في مناطق شمال وشرق سوريا.
رغم هذا الإعلان، تواجه “أرسيل” انتقادات متزايدة من المستخدمين، على خلفية تراجع جودة خدماتها في عدد من المناطق، الأمر الذي يثير الشكوك حول مدى جهوزية الشبكة فعليًا لتوفير تقنية بهذا المستوى.
ما هي تقنية VoLTE ولماذا تكتسب أهمية خاصة؟
تقنية VoLTE (الصوت عبر شبكات الجيل الرابع) تتيح إجراء مكالمات عبر شبكة 4G بدلاً من الشبكات القديمة مثل 2G و3G. وتتميز هذه التقنية بجودة صوت أعلى، سرعة اتصال أفضل، وإمكانية استخدام الإنترنت أثناء المكالمة دون انقطاع.
في ظل استمرار انقطاع الشبكة الخلوية التقليدية في شمال وشرق سوريا منذ أكثر من شهرين، تبرز VoLTE كبديل حيوي للمستخدمين، خصوصًا لتفعيل التطبيقات التي تتطلب رموز تحقق مثل “واتساب” و”تلغرام”، وهي مهام أصبحت شبه مستحيلة حالياً. غير أن تشغيل VoLTE بنجاح يتطلب بنية تحتية مستقرة وتغطية شبكية قوية، وهما عاملان لم تؤكد “أرسيل” حتى الآن توفرهما بالشكل المطلوب.
حتى اللحظة، تواصل الجهات المعنية، سواء وزارة الاتصالات في الحكومة السورية الانتقالية أو الإدارة الذاتية الكردية، التزام الصمت حيال أسباب الانقطاع المستمر في خدمات الاتصال. وبينما يغيب أي اتفاق رسمي ينظم عمل شبكات الاتصالات في المنطقة، يُرجّح مراقبون أن الانقطاع مرتبط بتعثر تفاهمات مالية وتقنية بين الجانبين، مما يعمق أزمة الاتصالات ويطيل أمد معاناة المواطنين.
إقرأ أيضاُ:لتحسين جودة الانترنت.. الاتصالات تطلق مشروع “برق نت”