داما بوست – مارينا منصور| هل عانيت من الاكتئاب خلال أيام العيد والتي من المفترض أن تكون سعيداً بها؟ وهل شعرت بالحزن في وقت كان يجب عليك أن تفرح به؟ وهل تنتابك رغبة شديدة بالبكاء في أسعد أيامك؟
لا.. لست مجنوناً، بل هذه حالة لها تفسير علمي تصيب بعض الأشخاص خلال أيام العيد.
لتعرف أكثر.. تابع قراءة هذا المقال.
لماذا يحدث اكتئاب العيد؟
اكتئاب العيد عبارة عن اكتئاب مركب تدخل فيه عدة عوامل نفسية، ولذلك يكون تأثيره مضاعفاً.
العوامل هي:
- الحنين إلى الماضي: ويعني أن المشاعر الإيجابية التي تسيطر عليك عندما تتذكر ذكريات الماضي، تتحول لمشاعر سلبية في الحاضر توصلك للاكتئاب.
يحدث ذلك عندما يزداد حنينك للماضي أكثر من اللزوم، فتنتج حالة من عدم الرضا عن الحاضر، لأنه لا يشبه ذكرياتك السعيدة، كاجتماع العائلة في الماضي، أو تذكرك لطفولتك وأنت تلعب في الحي، وكل هذه الذكريات تؤثر عليك سلباً لأنها لم تعد موجودة في الوقت الحالي.
- التوقعات: هي من أكثر العوامل التي تسبب الاكتئاب بشكل عام، إذ يبني الإنسان توقعاته الحياتية على أساس التجارب التي مر بها في حياته.
الكثير من توقعاتك الحياتية لا تعلم بوجودها داخلك، لأنك تخزنها في عقلك الباطن، وعندما يرتفع سقف توقعاتك يسبب ذلك إحباطاً كبيراً لك ويتحول لصدمة.
ففي أوقات العطلة والأعياد، تشعر أن هذه الأيام هي المفر السعيد لك من ضغوطات الحياة لأن العيد يرتبط في عقلك بالذكريات الجميلة والشعور بالسعادة، وتتوقع نفس مستوى السعادة الذي عشته سابقاً، فتنتظر أياماً مختلفة عن التي تعيشها حالياً، لكنك تتفاجأ أن أيام العيد مثلها مثل غيرها ولا يوجد أي جديد فيها، وهنا تشعر بالإحباط وعدم الرضا، الأمر الذي قد يقودك للاكتئاب.
وهذه الحلقة المفرغة من هذين العاملين التي تدخل بها، هي التي تسبب لك اكتئاب العيد.
اخدع عقلك
الحل للتخلص من هذا الشعور بسيط جداً، وهو أن تسيطر على عقلك الذي يخدعك طوال الوقت ويوهمك أن الماضي كله ذكريات جميلة، دون أن يذكرك بالأشياء السلبية التي عشتها، بل يوهمك أنك لن تجد لحظات سعيدة في الحاضر.
فهنا عليك أن تذكّر عقلك بالمعاناة التي عشتها في الماضي، وتذكّره بالإيجابيات الموجودة حالياً في حياتك.
فمثلاً، لو أحسست بالضيق لأنك لم تعد قادراً على اللعب مع أصدقائك في الحي، تذكر أنه بإمكانك أن تستأجر ملعباً معهم وتقضون يوماً كاملاً تلعبون بداخله دون أن تمر سيارات وتوقف اللعبة، أو أن تتسخ ثيابك بسبب وقوعك في الشارع.
وإن أحسست بالحزن بسبب فقدانك لأشخاص كانوا موجودين سابقاً في العيد، انظر للأطفال الذين ولدوا حولك حديثاً وأصبحت خالهم أو عمهم أو والدهم، عندها ستلاحظ أن “لمة العيد” لم تنتهِ كما تفكر، لكن ما حدث هو أن مكانك داخل “اللمة” قد تغيّر.