نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تقريراً تحدثت فيه، عن الوضع في رفح، وكيفية صمود حركة “حماس” في هذه الحرب، حتى بعد أن تضررت أنظمتها العسكرية بشدة.
وقالت الصحيفة، في التقرير، إن مقاتلي “حماس” يعزّزون حرب الاستنزاف في غزة، ليظهروا للجميع من هو صاحب القرار هناك.
قبل السابع من تشرين الأول، كان المنطق الطاغي في “إسرائيل” الاستهانة بقوة “حماس” لكن كل ذلك تغيّر عشية الحرب، كانت الفكرة الإسرائيلية السائدة تعتمد على ثلاث فرضيات أساسية: أولها أن “حماس” تتحوّل إلى حزب حاكم وتفقد الاهتمام بالمغامرات الأيديولوجية، وأنها تركز حالياً على تطوير المجال المدني، وأنها قابلة للردع.
على هذا الأساس، ظنّ الكثيرون في “إسرائيل” أن الاقتصاد يمكنه تجاوز الأيديولوجيا، وتم إعداد خطط لتغيير الواقع في غزة بروح “سنغافورة الشرق الأوسط”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “ندبة 7 تشرين الأول” لم تَمحُ هذه المفاهيم الخاطئة جزئياً حول “حماس”، ولا يزال صانعو السياسات يتبنون نفس المفاهيم حتى اليوم، وحتى أثناء الحرب لا تزال “إسرائيل” تعتمد في كثير من الأحيان على الرغبات العاطفية بدلاً من التقديرات الواقعية، وخير دليل على ذلك إعلان “إسرائيل” مثلا أن “حماس” قريبة من “الانكسار” بعد تفكيك ألويّاتها أو فقدت قدرتها على السيطرة على المجال العام”.
هذا النهج شائع بين صناع القرار الذين يتقاتلون فيما بينهم على السلطة التي ستحكم غزة “ما بعد الحرب”، وبينما لا تزال “حماس” تهيمن إلى الآن على المشهد في غزة، يزعم البعض أنها بدأت تفقد مكانتها وأن الجمهور ينتظر للانتقام منها.
حتى عشية السابع من تشرين الأول، لم تكن “إسرائيل” تدرك مدى هيمنة الاعتبار الأيديولوجي على تحركات “حماس” ومدى استعدادها للتضحية بالحكم من أجل ذلك، واليوم، من الواضح أنه من الصعب فهم مدى مرونة وقدرة “حماس” على التكيّف هذا إلى جانب الإعجاب الذي تحظى به من قبل الكثيرين من سكان غزة.
وتقول الصحيفة ” آخر خسارة حدثت في رفح بسقوط ثمانية جنود من الجيش الإسرائيلي تؤكد نجاح حماس في الصمود ومواصلة نشاطها حتى بعد أن تضررت بشدة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الوضع على أرض الواقع مختلف عن هذه التصوّرات ذلك أن “حماس” لا تزال القوة الرئيسية في القطاع، ولا تسمح بتطوير بدائل، ونتيجة لذلك، يضطر الجيش الإسرائيلي إلى العودة مراراً وتكراراً إلى المناطق التي احتلها بالفعل، خاصة في شمال القطاع”.
وختمت الصحيفة “من غير المفاجئ أن تحظى حماس بتأييد شعبي، كما هو واضح في الاستطلاع الذي نشره مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله، مؤخراً، وبحسب هذا الاستطلاع الثالث منذ بداية الحرب، فإن هناك عدة اتجاهات أساسية، دعم واسع لهجوم 7 تشرين الأول، واستمرار سلطة حماس في قطاع غزة”.