انتشرت صور غزو الخنافس لمناطق في القلمون وجديدة عرطوز بريف دمشق على منصات التواصل الاجتماعي اليوم، مع إنطلاق مناشدات المواطنين لمكافحتها خشية خروج انتشارها عن السيطرة.
وبحسب تلفزيون “الخبر”، أوضح مدير وقاية النبات في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي إياد محمد أن الخنفساء Amara .sp، هي إحدى الحشرات الهامة التابعة لفصيلة الكاربيدي من رتبة غمديات الأجنحة، والمعروفة بأنها مفترسات متعددة العوائل، وهي من الأعداء الطبيعية المهمة للآفات الحشرية.
وبيّن محمد أنها تتغذى على عدد كبير من الفرائس، كبيوض الحشرات واليرقات والعذارى من الفصائل المختلفة، مشيراً إلى أنها تسبب ضرراً للمحاصيل والأشجار والغابات، بالإضافة إلى تغذّيها على بذور الأعشاب وانجذابها للنباتات المزهرة.
ولفت مدير الوقاية إلى إمكانية دمج هذه الحشرات ببرامج المكافحة الحيوية، مع مراعاة تغذيها في بعض فترات حياتها على النباتات العشبية، مضيفاً أن الخنافس من الكائنات الهامة التي تحافظ على التنوّع البيولوجي للنظم البيئية الزراعية والحراجية، وكذلك مؤشر على استقرار هذه النظم الطبيعية.
وأكد محمد أن أنواع هذه الفصيلة تتأثر بشكلٍ كبير بالتغيّرات المناخية والبيئية التي تحصل في أماكن انتشارها، كقطع الأشجار والحرائق في الغابات والمراعي، بالإضافة للرعي الجائر في البوادي، وكذلك تلوّث التربة بالملوثات والمبيدات الكيميائية، موضحاً أن فقدان أو قلّة وخسارة هذا النوع من الحشرات يُعدّ كجرس إنذار مبكر لحدوث الاضطرابات البيئة التي يسببها الإنسان في الطبيعة، وهجرتها ودخولها للمدن الكبرى بهذا الشكل هو رد فعل على تهديد حقيقي يواجه وجودها في موطنها الأصلي.
وذكر مدير الوقاية أن الحرائق الكبيرة التي اجتاحت جبالنا في الموسم الماضي كان لها بالغ الأثر في اضطراب موطنها الأصلي، إذ تُعدّ الغابات من أهم البيئات الطبيعية التي تضم هذه الأنواع الحشرية الهامة، ناصحاً بعدم القضاء عليها في المناطق الزراعية، لأنها مفيدة تتغذّى على بعض الآفات الزراعية والحراجية.
كما شدد على ضرورة إطفاء النور على الشرفات ومداخل المنازل والشوارع العامة في المناطق السكنية، وإحكام إقفال الأبواب والمنافذ جيداً، لأن هذه الحشرة تنجذب كثيراً للضوء.