داما بوست – خاص| يُطل شهر رمضان المبارك على أهالي الجزيرة السورية ثقيلاً حاملاً على أكتافه الغلاء المعيشي المتراكم طيلة سنوات الأزمة في سوريا، كما هو واضح في أسواق الحسكة.
ممارسات مجموعات “قسد” أدت إلى أخذ المنطقة التي تسيطر عليها إلى مصير مرتبط بمزاجيتها وأوامر القوى التي تديرها وخاصة الاحتلال الأمريكي، ومن جهة أخرى صراعاتها المتكررة مع المحتل التركي والتي أدت هي الأخرى الى ترك المنطقة في حالة توتر عسكري وسياسي واقتصادي دائم.
هذه السلوكيات وغيرها انعكست على الواقع المعيشي سلباً وأثقلت كاهل المواطن السوري الذي يعيش في مناطق سيطرة هذه المجموعات، كيف لا وهي تتحكم بالمعابر الرئيسية التي توصل منطقتها بباقي المحافظات السورية، ناهيك عن انشاء معابر جديدة غير شرعية لتسهيل تهريبها ونهبها لخيرات الجزيرة السورية بغطاء ومباركة أمريكية علنية.
الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارنفاع الأسعار في الأسواق بات أمراً واقعاً، فأسواق محافظة الحسكة تفتح أبوابها بارتفاع واضح في الأسعار وسط مطالب شعبية بتدخل فوري لضبطتها ومراقبتها.
السيدة ” مريم 52 عاماً ” تقول لداما بوست : ” الأسعار تتفاوت من محل لآخر عدا الارتفاع الغير مبرر حتى الآن، رغيف خبز رمضان” المعروك” اشتريته يوم أمس بـ 25000 ليرة سورية واليوم المحل ذاته رفع سعره لـ 30000 ليرة سورية!! هذه أبسط المواد التي أقدمها لأولادي عند الإفطار، فهل هذا معقول و زوجي متقاعد يتقاضى قرابة 200000 ليرة سورية شهرياً؟!”.
“داما بوست” أكملت جولتها في أسواق مدينة القامشلي والتقت السيد ” محمد 50عاماً” الذي قال: ” محلات المدينة اليوم باتت تتنافس لرفع الأسعار، قفص البيض اليوم بـ 40000 ليرة سورية، ووصل سعر كيلو الارز لـ 14000 ليرة وهذا السعر قابل للارتفاع في أي لحظة كون الساحة باتت مفتوحة اليوم للتلاعب في ظل غياب الرقابة التموينية باعتبار هذه الأسواق تقع خارج سيطرة الحكومة السورية وتُعتبر قسد المسؤول الأول على هذا التلاعب كونها تُدخل ماتريد وتُروج لبضائع غير وطنية بالأسعار التي تراها مناسبة لها”.
السيد “سامر” يذهب لاكثر من ذلك ويقول: لايقتصر هذا التلاعب على السلع والمواد الغذائية الموجودة في المحال التجارية، الاستغلال وصل لرغيف الخبز، فالضغط الحاصل على مخبز البعث الحكومي ( كونه المخبز الوحيد تحت سيطرة الحكومة السورية في المدينة) أدى الى التوجه للخبز السياحي الذي وصل سعر ربطته إلى 4500 ليرة سورية، فهل هذا معقول في هذا الشهر الفضيل؟ كم ستكلف إذاً وجبة الإفطار اليومية؟ لا حول ولا قوة الا بالله.”
تساؤلات عديدة واستياء شعبي عارم يخيم على الأسواق التي تتحكم بها “قسد” المرتهنة للمحتل وأجندته.