داما بوست – مارينا منصور| التداخلات الدوائية لها أنواع عدة، والأدوية بشكل عام هي مركبات كيميائية يجب الحذر عند التعامل معها، وعند إدخالها للجسم، لأن أضرارها أحياناً أكبر من فوائدها.
إذ كشفت الصيدلانية بشرى الأسعد لشبكة “داما بوست”، أن التداخلات الدوائية تنقسم إلى ثلاثة أقسام، وهي تداخل دواء مع دواء، وتداخل دواء مع غذاء، وتداخل دواء مع حالة صحية.
وأشارت الأسعد إلى أن تداخل الأدوية مع الحالة الصحية هو الأكثر شيوعاً، ويقع به الناس كثيراً باستخدامهم لأدوية الـ”OTC”، أي الأدوية التي يمكن إعطاؤها دون وصفة طبية، فمثلاً يحدث لدى مريض يعاني من ارتفاع الضغط وجع رأس، فيأخذ دواء “بروفين” لتسكين الألم دون الرجوع إلى طبيب أو صيدلاني، بل بحسب “نصيحة جاره”، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغطه وإضراره بشكل كبير.
وأضافت: ” أدوية الـNSAIDs أي مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الأسبرين، تتداخل مع حالة مريض يعاني من القرحة، ما يسبب له خطر النزف الهضمي”.
وبالنسبة لموضوع أن “الباراسيتامول” لا يمكن أخذه أثناء الدورة الشهرية، قالت الأسعد: “علمياً “الباراسيتامول” لا يزيد النزف، ولا توجد حالة ثابتة فكل أنثى تختلف دورتها عن غيرها”.
وبيّنت الصيدلانية وجود تداخلات للأدوية مع بعض العصائر مثل “عصير الغريفون” الذي يزيد تركيز الأدوية في الدم، وأيضاً تداخل لأدوية الغدة مع الكافئين.
ولفتت الأسعد إلى أن أكثر تداخل يجب الحذر منه هو “الباراسيتامول” مع “الباراسيتامول”، أي يمكن أن يأخذ المريض المسكن بالاسم التجاري “سيتامول تاميكو”، ثم بعد ساعة إذا لم يلاحظ تحسناً يأخذ المسكن نفسه باسم تجاري آخر مثلاً “يونادول الأزرق”، فيصل للجرعة السمية دون أن يلاحظ الأمر خصوصاً إذا تم أخذ الدواء بفواصل متقاربة، فالجرعة المسموح بها هي 1000 مغ كل 6 ساعات.
وأشارت الصيدلانية إلى التداخل بين الأدوية العشبية مثل دواء “جينكو بيلوبا” المنشط للذاكرة، مع المميعات مثل “الوارفارين”، ما يؤدي لحدوث نزف.
كما أوضحت الأسعد أن أغلب الوصفات تأتي بوجود أدوية “PPIs”، أي مثبطات مضخة البروتون التي تستخدم لتقليل الإفراز الحمضي المعدي، الشهيرة بأدوية “حماية المعدة”، كدواء “لانسوبرازول” أو “إيزوستوم”، مبينةً أن الناس أصبحت تأخذها دون الانتباه لتداخلاتها الدوائية، أو لفترات طويلة ما يؤدي لحدوث نقص بامتصاص المغذيات والفيتامينات في المعدة.
وأضافت:” كلامي لا يلغي فائدة هذه الأدوية لكنها أصبحت توصف بكل “راشيتة”، مع أدوية “فلام ك أو برودول بلس ك”، وهذا توجه خاطئ، لأن الأدوية التي تُحدث آثاراً جانبية معدية، يمكن أخذها بعد الطعام على معدة ممتلئة بدلاً من وصف أدوية الـ”PPIs” معها في كل مرة”.
وحول التداخلات الدوائية لدى الأطفال، ذكرت الأسعد أن بعض الأطفال الذين يعانون من “الدود” ويتعالجون بأدوية مضادة للديدان، قد يلجؤون إلى أطعمة معينة تسبب لهم إسهالاً، ما يدفع أمهاتهم إلى إعطائهم دواء “فلاجيل” للعلاج، وهذا الأمر يؤدي إلى تداخل خطير بينه وبين أدوية مضادات الديدان ويسبب متلازمة “ستيفن جونسون” التي تؤدي لحدوث طفح جلدي مؤلم.
وبخصوص النساء اللواتي يأخذن موانع حمل فموية، أكدت الصيدلانية أنه يفضل أن يكون هناك تباعداً بينها وبين باقي الأدوية.
ونوهت الأسعد إلى ضرورة عدم إدخال أي دواء إلى الجسم دون استشارة الطبيب أو الصيدلاني، وعدم الأخذ بنصائح المحيط لأن حالة كل شخص تختلف عن الآخر، مشيرةً إلى أن اللجوء لنصائح أشخاص من خارج المجال الطبي ناتجة عن قلة دراية المرضى، وعدم تقديرهم للخطر الذي يمكن أن يصيبهم.