داما بوست – خاص
أعلن فصيل “وحدات حماية المرأة”، التابع لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، أن مقاتلات منه نفذن عمليتين ضد قوات الاحتلال التركي، الأولى هي عملية تسلل إلى نقاط تابعة لقوات الاحتلال والمليشيات الموالية له في قرية “الحمرات”، الواقعة شمال مدينة منبج، ما أسفر عن قتل ستة عناصر من قوات الاحتلال، والثاني من خلال استهداف بالأسلحة الثقيلة لإحدى قواعد الاحتلال التركي جنوب مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي، ما أسفر حسب البيان لمقتل 3 من قوات الاحتلال وجرج آخرين، وبحسب البيان فإن العمليتين تأتيان كرد على مقتل اثنتين من قيادات الفصيل على يد قوات الاحتلال التركي من خلال غارات نفذتها المسيرات التركية على مشفى يحتوي على جرحى حسب زعم البيان أصيبوا خلال الحرب على تنظيم “داعش”.
بالتواصل مع مصادر كردية، تبين لـ “داما بوست” أن فصيل وحدات حماية المرأة هو فصيل صوري الوجود، لا ينفذ عمليات قتالية بشكل منفرد نهائياً، وهو يتبع لـ “الوحدات الكردية”، التي تعد بمثابة الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، والذي يعتبر بدوره امتداداً لمنظمة حزب العمال الكردستاني الموضوعة على لائحة التنظيمات الإرهابية لدى بعض الدول ومن بينها سورية، وبحسب المصادر، فإن توظيف المرأة في العمليات القتالية مثل تعيين شخصيات من النساء في منصب قائد أو متحدث رسمي باسم معركة ما كما حدث في معركة السيطرة على محافظة الرقة، أو معركة السيطرة على الضفة الشرقية من نهر الفرات بريف دير الزور، تأتي لتصدير صورة أن قسد فصيل يشرك المرأة في القتال ضد الإرهاب، وليس هناك أي دور قيادي فعلي للنساء في التشكيلات القتالية بمعنى إدارة معارك وتسييرها.
المصادر لفتت أن القدرات القتالية للمجندات ضمن “وحدات حماية المرأة”، لم تصل حد تنفيذ عمليات إغارة برية أو تسلل خلف خطوط العدو بشكل منفرد عن بقية هيكلية “قسد” العسكرية، وتقاتل عناصر هذا الفصيل عادة في الخط الثاني أو الثالث في عمليات القتال وبمهام لا تمت للاقتحام والمواجهة المباشرة بصلة، وعادة ما يتم استقدام عدد من عناصر هذا الفصيل إلى جبهة ما بعد أن يتم إنهاء المعارك فيها، ليتم تصوير مقاطع فيديو تظهر فيه النساء بصورة المشاركات في عمليات الاقتحام أو الرمي بالأسلحة الرشاشة الثقيلة، ومن وجهة نظر المصادر فإن “توظيف المرأة في قتال الإرهاب إعلامياً لعبة سياسية من “قسد” لاستجداء دعم منظمات المجتمع المدني الداعمة لحقوق النساء والتي قد تضغط على المؤسسات السياسية والمنظمات ووسائل الإعلام لتقديم الدعم السياسي والمادي لـ “قسد”، وليس للأمر علاقة بما يجري في أرض الميدان القتالي منذ العام 2016.
المشاركة الوحيدة للنساء بشكل ملموس خلال معارك “قسد”، كانت قبل تشكلها أساساً، وذلك خلال صد الوحدات الكردية لهجوم تنظيم “داعش” على مدينة عين العرب “كوباني”، بريف حلب الشمالي الشرقي خلال صيف العام 2015، وحين لمس مدى التعاطف الإنساني من قبل المنظمات مع وجود مقاتلات ضد “داعش” في صفوف الوحدات الكردية التي قاتلت حينذاك دفاعاً عن المدينة المحاصرة وخطر وجود الكرد، عملت قيادات الوحدات الكردية ومنذ تشكيل “قسد”، في العام 2016، على استثمار وجود النساء في صفوفها على المستوى السياسي.
وعن حقيقة ما جرى في قرية “الحمرات”، بريف مدينة منبج الواقعة بريف حلب الشرقي، تقول المصادر أن مجموعة من عناصر “الوحدات الكردية”، تسللت إلى إحدى النقاط الصغيرة الواقعة بالقرب من قرية الحمرات الخاضعة لسيطرة قوات الاحتلال، وأطلقت النار على عناصر من فصيل ما يسمى بـ “الجيش الوطني”، مشيرة إلى أنها نقطة حراسة متقدمة، ولا يوجد فيها أياً من عناصر قوات الاحتلال التركي، موضحة أنه لا يوجد أي دليل على قتل أي من عناصر “الجيش الوطني”، إلا رواية “قسد”، كما إن العملية التي نفذت من خلال استهداف إحدى قواعد الاحتلال التركي جنوب مدينة رأس العين (شمال تل تمر حسب بيان قسد)، تم من مسافة بعيدة، ولا يمكن في مثل هذه الحال التثبت من مقتل أو إصابة أي من عناصر قوات الاحتلال إلا من خلال بيان رسمي يصدر عن أنقرة، إذ أن المسافة لا تسمح لـ “قسد” باستطلاع المكان المستهدف أو معرف ما جرى بداخله.
وفي صدد توظيف المرأة سياسياً، فإن أي منصب قيادي فيما عدا منصب “القائد العام لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، يكون مشتركاً بين رجل وأنثى، فهناك “رئاسة مشتركة لـ “مجلس سوريا الديمقراطية”، و “رئاسة مشتركة لـ مكتب العلاقات الخارجية”، وطيلة مسيرة “قسد”، لم يكن ثمة نشاط ملحوظ أو فاعل لأي من النساء المنتميات لـ “قسد” إلا لـ “إلهام أحمد”، التي مثلت”قسد” في كثير من المناسبات بصفتها “رئيسة مشتركة لمكتب العلاقات الخارجية في “مجلس سوريا الديمقراطية”، وهذا يؤكد أن “قسد” توظف المرأة في مناصبها لأهداف سياسية بحتة.