داما بوست – أديب رضوان
شهادات وصفت بالصادمة رواها معتقلون فلسطينيون ممن أفرج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي، تتضمن انتهاك لقدسية النفس الانسانية واذلال لكرامتهم الوطنية والشخصية على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تلقّى شهادات صادمة من أسرى ومعتقلين فلسطينيين أفرج عنهم حديثًا من سجون الاحتلال الصهيوني، حيث كشف عن احضار الجيش الصهيوني مجموعات من المستوطنين الصهاينة إلى المراكز والسجون التي يستخدمها لاحتجاز الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، بغرض تمكينهم من مشاهدة جرائم التعذيب التي تُمارس ضدهم ومتابعتها، فيما سُمح للعديد منهم بتصويرها على هواتفهم الخاصة.
المعتقلون الفلسطينيون المفرج عنهم رووا بأن الجنود “الإسرائيليين” تعمدوا عرضهم أمام المستوطنين “الإسرائيليين” والادعاء بأنهم مقاتلين يتبعون لفصائل فلسطينية، وشاركوا في عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين أول من العام الماضي، لتضليل الرأي العام الإسرائيلي والغربي بأن ما اقدم عليه الاحتلال يعد انجازاً عسكرياً له‘ بعد عجزه من تحقيق أي انجاز ميداني خلال حرب الإبادة المفتوحة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. شهادات المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم كشفت عن قيام قوات الاحتلال باستحضار المستوطنين الاسرائيليين إلى المعتقلات لمشاهدة وتصوير الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين المجردين من ملابسهم أثناء قيام جنود من الجيش الاسرائيلي بضربهم بالهراوات المعدنية وعصي الكهرباء، وصب الماء الساخن على رؤوسهم، بالتوازي مع شتائم وإهانات لفظية وتهديدات للمعتقلين باللغة العربية.
جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الموصوفة التي يقترفها يوميا كيان الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وبخاصة ضد الأسرى والمعتقلين منهم، الذين يتعرضون للاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري، والحرمان من المحاكمة العادلة، والخضوع للتعذيب الوحشي.
أحد الفلسطينيين أدلى بشهادته قائلاً: ” تم اعتقالي من الحاجز المقام بالقرب من دوار الكويت الذي يفصل مدينة غزة عن المنطقة الوسطى ضمن حملة اعتقالات عشوائية كانت تتم بناء على هيئة الأشخاص وأشكالهم، وقد تعرضت لتعذيب وتنكيل في جميع مراحل الاعتقال التي استمرت لحوالي 52 يومًا”، مشيرًا إلى أن جنوداً “إسرائيليين” جلبوا مستوطنين ليشاهدوا تعذيبنا عاريين”، كما كان هؤلاء المستوطنون يحضرون كلابهم معهم للنباح علينا، وكانوا يقومون بتصويرنا بهواتفهم الخاصة من خلال تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة “التيكتوك”.
شهادات ووثائق حية توضع برسم المؤسسات الحقوقية الدولية المعنية بحماية حقوق الانسان، حيث جرائم التعذيب والمعاملة اللاإنسانية التي يمارسها جيش الاحتلال ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين تعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقًا لنظام روما الأساسي، وأن سلوك قوات الاحتلال بتحويل هذه الممارسات إلى فقرات استمتاع للمستوطنين، وتصويرهم، ينطوي على اعتداء خطير على كرامة هؤلاء الأشخاص، ومعاملتهم معاملة مهينة مما يشكل بحد ذاته جريمة حرب.
الجميع يدرك أن كيان الاحتلال هو كيان “مارق” يقوم على الفصل العنصري ويمارس أبشع الجرائم بحق الانسانية الفلسطينية منذ نشأته على أرض فلسطين، وهو اليوم يمارس حرب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة في عدوان مفتوح متواصل للشهر الخامس على التوالي حصد عشرات آلاف الضحايا ناهيك عن تدمير ممنهج لقطاع غزة المحاصر أصلا، مخلفاً آثاراً انسانية وكارثية على حياة الفلسطينيين.
ممارسات كيان الاحتلال سواء بحق المعتقلين والأسرى أو بحق الشعب الفلسطيني برمته خصوصا، بعد عملية طوفان الأقصى، ورغم هول المجازر المرتكبة بحق فلسطين وشعبها، لم يتحرك دعاة الحرية وحقوق الانسان للجم آلة العدوان الإسرائيلية المستمرة بلا هوادة، بل واصلت الدول الداعمة للكيان خصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية بتزويده بالأسلحة المناسبة لقتل ما تبقى من حياة فلسطينية في قطاع غزة، فيما بقية الدول تكتفي ببيانات الإدانة والشجب من باب رفع العتب، ويبقى الأمل معلقا على محور المقاومة من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين واليمن ومن خلفهم ايران الداعمة للحق الفلسطيني.