داما بوست – خاص
أفادت مصادر محلية من منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي بريف حلب الشمالي الغربي لـ “داما بوست”، أن الفصائل الموالية لأنقرة شكّلت مؤخراً مجموعات خاصة بهدف التضييق على الفتيات غير المحجبات وإجبارهن على ارتداء الحجاب.
ووفق المصادر، فإن المجموعات الجديدة شُكّلت من مسلحين متشددين ينتمون إلى فصائل مختلفة أبرزها “حركة أحرار الشام”، حيث يُنفذ عناصر تلك المجموعات مهمتهم بلباسٍ مدني لإخفاء هويتهم الحقيقية، وإظهار ممارساتهم على أنها مبادرات فردية بحتة انطلاقاً من الواجب الديني.
المعلومات التي نقلتها المصادر لـ “داما بوست” أكدت أن عناصر المجموعات باشروا بالفعل بتنفيذ مهمتهم قبل نحو أسبوع في عفرين المدينة، من خلال سلسلة ممارسات مسيئة بحق الفتيات العفرينيات غير المحجبات، كالوقوف أمام مدارسهن أثناء موعد الانصراف، ومضايقتهن عبر التلفظ بألفاظ نابية، واتهامهن بالكفر والفجور.
وتُركز المجموعات الجديدة نشاطها راهناً في الأحياء التي توجد فيها منازلٌ لأبناء الطائفة “الأيزيدية”، كـ “الزبدية” و”الفيلات”، حيث لم يقتصر نشاط تلك المجموعات على الوقوف أمام أبواب المدارس، وامتد أيضاً إلى حد التجول في الشوارع ومضايقة الفتيات عند مداخل الأبنية السكنية وفي المحال التجارية، ومطالبتهن بارتداء الحجاب للتوقف عن مضايقتهن.
الممارسات الجديدة لفصائل أنقرة، أثارت موجة من الاستياء والسخط بين أوساط السكان الأصليين القاطنين في مدينة عفرين، ولجأ عددٌ من ذوي الفتيات اللواتي تعرضن للمضايقات إلى تقديم الشكاوى في مقرات قيادات الفصائل بالمدينة، فيما وصل الأمر ببعض أرباب الأسر إلى الشكوى لمقر القيادة العسكرية التركية، ليقتصر الرد على أن ما يحدث مجرد مبادرات فردية لا تستحق العقوبة!.
وأشار أهالٍ خلال حديثهم لـ “داما بوست”، أن الخطوة الجديدة المتعلقة بفرض الحجاب من قبل فصائل أنقرة، كشفت مجدداً عن الوجه الحقيقي المتطرف لتلك الفصائل وداعمها التركي، مستذكرين الممارسات المماثلة التي كان ينفذها ” داعش” بحق المدنيين، خلال فترة سيطرته على معظم مناطق ريف حلب الشمالي.
وتخضع منطقة عفرين بمعظم مساحتها الجغرافية، لسيطرة الاحتلال التركي والفصائل الموالية له منذ آذار عام 2018، إبان العملية التركية التي سُميت آنذاك بـ “غصن الزيتون”، وانتهت بانسحاب الوحدات الكردية من المنطقة، حيث يتعرض الذين تبقوا من سكانها منذ ذلك الحين، لمختلف عمليات القتل والخطف والتهجير، عدا عن الأوضاع الأمنية المتردية المتمثلة بكثرة التفجيرات التي أودت بحياة مئات المدنيين، والصراعات الداخلية المستمرة بين قياديي ومسلحي الفصائل.