إصرار روسي لإعادة مسار “أستانا” إلى سكة الحل السوري

داما بوست – ترجمة: لين أبوزينه

على الرغم من توحيد لهجة البيانات الختامية عقب جميع الجولات للمسار الروسي (أستانا) للحل في سورية والتي أغلقت صفحتها الأخيرة في العاصمة الكازاخية، إلا أن موسكو لا تضيع الفرصة لتعيد بعضاً من التفاؤل لإعادة الحياة إلى المسار الأممي المذكور.
على هامش مؤتمر الشرق الأوسط الثالث عشر لنادي فالداي، الذي عقد في موسكو، 13 فبراير الحالي، وضع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، سورية في بنود خطابه مؤكداً أن روسيا تواصل العمل مع الدول العربية لإعادة بناء سورية وسط إعادة قبول الجمهورية في الجامعة العربية.
قائلاً: “لقد ذكرت بالفعل الصيغة التي تساعد على تطبيع العلاقات بين سورية وتركيا، والتي تشمل سورية وتركيا وروسيا وإيران. نحن بالتأكيد نعمل مع الدول العربية، لتشجيع مشاركتها الأكثر نشاطاً في إعادة إعمار الجمهورية العربية السورية الآن وقال إن سورياً عادت بالفعل إلى الجامعة العربية.”
وأكد الوزير أن منصة أستانا بشأن التسوية في سورية مستمرة في العمل. وأضاف: “في أواخر كانون الثاني/يناير، عُقد الاجتماع الحادي والعشرون في أستانا. وتم تأكيد الإجراءات المشتركة لثلاثي أستانا – روسيا وإيران وتركيا، بمساعدة دول مراقبة، بما في ذلك العراق ولبنان والأردن. ونحن نقدر بشدة الدعم الذي قدمناه. وأضاف الوزير أن هذا الإشراف يوفر لجهودنا المشتركة.”
وعن عودة العلاقات مع تركيا، قال لافروف: “لقد ذكرت بالفعل الصيغة التي تساعد على (تطبيع) العلاقات بين دمشق وأنقرة. أقصد سوريا وتركيا وروسيا وإيران. ونحن نعمل أيضًا مع الدول العربية. والآن بعد أن عادت الجمهورية العربية السورية إلى الجامعة العربية، فإننا نشجعهم على دعم استعادة ذلك البلد بشكل أكثر نشاطًا. كما أننا نناقش هذه القضايا مع الإيرانيين وأصدقائنا من جمهورية الصين الشعبية.”
وفي السياق نفسه، كان رئيس وفد سورية إلى الاجتماع الدولي الـ 21 بصيغة أستانا نائب وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ رد على سؤال حول عودة العلاقات بين سورية وتركيا قائلاً: “أكدنا خلال الاجتماعات الماضية ونكررها اليوم مرة أخرى أن انسحاب القوت التركية الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية شرط أساسي لعودة هذه العلاقات، إذ لا يمكن عودة العلاقات إلى طبيعتها في ظل مواصلة تركيا انتهاك سيادة الأراضي السورية، وهذا الأمر يجب أن يكون واضحاً لدى الجميع.”

خلاف تركي – روسي

نقلاً عن موقع “ذا سيريان أوبزيفر” أن ما يزيد من التعقيد هو وجهة نظر تركيا. فهم ينظرون إلى “أستانا” على أنها عبء على دورهم في التسوية السورية، و”جنيف” على أنها تهميشهم بسبب ديناميكياتها الدولية المعقدة. وتزيد وجهة النظر هذه من تعقيد التوازن الدولي الهش بالفعل.
ويشير الإلغاء الأخير لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا إلى التوترات المتصاعدة، والتي تفاقمت بسبب القيود المالية الأخيرة التي فرضتها تركيا على الكيانات الروسية. وتؤثر هذه القيود بشكل مباشر على اعتماد موسكو على أنقرة للتحايل على العقوبات الغربية.
يمكن أن تشمل الدوافع المحتملة للمشاركة التركية الحصول على موافقة الولايات المتحدة على عملية جديدة ضد ميليشيا قسد من خلال تجديد المشاركة في جنيف أو احتمال الضغط على الولايات المتحدة للانسحاب من شرق سورية.

المبادرات العربية في طي النسيان

قبل انعقاد الجولة الأخيرة في يناير الماضي، كشفت مصادر صحفية عن دخول مصر إلى خط استضافة الاجتماعات، لافتة إلى وجود نشاطات ملحوظة للدبلوماسية المصرية باتجاه دعوة كل الأطراف لعقد الجولة المقبلة من اللجنة الدستورية في القاهرة بدلاً من مسقط وجنيف”، لكن الجهود المصرية بقيت عالقة بداياتها دون توضيحات تذكر عن مدى قابلية تحقيقها.

تمهيد الطريق للعودة إلى المسار الدولي

أقوى مؤشر على تجدد النشاط جاء من المبعوث الروسي ألكسندر لافرنتييف، الذي ألمح إلى إمكانية استئناف الجهود الدولية في مارس/آذار المقبل مع التأكيد على الحاجة إلى مكان جديد للاجتماع.
ومن المرجح أن يكون مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسن قد عقد جولة “أستانا” الـ21 على الرغم من “عدم وجود الاستعدادات الكافية”، بحسب مسؤولين روس. وأضافوا أن “موسكو لا تريد أن تكون عقبة أمام الجهود” التي يبذلها بيدرسن. وفي حين أن بيدرسن ربما كان على علم بالنتائج المحتملة المحدودة لجولة “أستانا”، فمن المرجح أنه رأى فيها فرصة لتمهيد الطريق للعودة إلى المسار الدولي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...