الإعلامي: جمال ظريفة
تصر الولايات المتحدة على تنفيذ أجندتها في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما نشر الفوضى المدمرة، التي تقضي على حكومات وشعوب المنطقة بنيران الحروب، والتحكم بالرأي العام، لتجني الأرباح من مبيعات السلاح لحلفائها في المنطقة، إضافة لعقود شركات المرتزقة، وشركات إعادة الإعمار، وكل ذلك على حساب شعوب المنطقة التي ترزح تحت ضغوط اقتصادية جمة.
مراحل الفوضى الأمريكية في الشرق الأوسط، بدأت قبل عقود طويلة، لكنها بلغت ذروة غير مسبوقة، وتهديداً بالغ الخطورة، بإشعال حرب إقليمية كبرى، لن تُبقي ولن تذر، وستكون سببًا في اشتعال جبهات مُتعددة، لن تقوى الولايات المتحدة ولا أيٍ من حلفائها الغربيين على احتواء نيرانها الحارقة.
وبنظرة سريعة إلى المحرقة الإنسانية في قطاع غزة، وإلى مدى التغول الإسرائيلي والإسراف في القتل، وسفك الدم الفلسطيني، في إبادة جماعية قل نظيرها عبر التاريخ، نجد الولايات المتحدة في تفاصيل تلك المأساة، فهي بالإضافة إلى تزويد “إسرائيل” بالسلاح من المخازن الأمريكية المتواجدة على الأراضي الفلسطينية ومشاركة الطيران الأمريكي والطيارين الأمريكيين في تدمير الإنسانية في غزة تُعرقل واشنطن جهود إنفاذ القانون الدولي وتعمل على إبطال دور مجلس الأمن في إحلال السلام العالمي، من خلال استخدامها حق النقض (فيتو).
الولايات المتحدة عبر ذلك تسجل سابقة تاريخيه، فلأول مرة في التاريخ الإنساني تعترض دولة على قرار لإيصال مساعدات إنسانية ووقف إطلاق النَّار في منطقة حروب، فهي فضيحة بكل المقاييس تُضاف إلى سجلها الحافل بالفضائح وتؤكد ضرورة ملاحقة المجرمين في الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن كما كان من الضروري محاكمة جورج بوش الابن لتدميره العراق وخلق فوضى تنظيم داعش الإرهابي التي مازالت إرهاصاته إلى يومنا هذا.
الغطاء الأمريكي السياسي والدعم الاقتصادي والعسكري لكيان الاحتلال يضعان كل القيم الإنسانية التي تدعي أمريكا امتلاكها في قفص الشك والاتهام لكن الإدارة الأمريكية أو الإدارات المتعاقبة لا تلتفت إلى هذا الجانب إذا كان الموضوع متعلق بالصهيونية.
والسؤال المطروح هل حقاً الولايات المتحدة تعتقد ومن خلال عقيدتها السياسية أن الحروب تجلب السلام وإذا كان الجواب نعم فهناك مشكلة في مفاصل اتخاذ القرار الأمريكي حيث تسيطر عليه نخبة صهيونية متغطرسة لا تكترث للدم الإنساني وإذا كان الجواب لا فالأحداث تكذب هذا القول لأن واشنطن لم تدخل منطقة في العالم لاسيما الشرق الأوسط إلا وعاثت به خراباً وعينها الأولى على “إسرائيل” والعين الثانية على نفط الخليج والعراق.
وهناك سؤال آخر يمكن أن يراود المتابعين للأحداث أليس من مصلحة واشنطن خطب ود العرب وسكان المنطقة عبر الابتعاد عن حضانة كيان غاصب للأرض والحقوق يعيش فيه شذاذ آفاق أتو فلسطين من كل أصقاع الدنيا على خلفية عنصرية والقيم الإنسانية آخر همهم.
ألا تعني للإدارات الأمريكية والرأي العام الأمريكي معاناة ملايين الفلسطينيين في الشتات ومعاناتهم الآن في غزة حيث لا سكن ولا دواء ولا غذاء ولا ماء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
لكن شعوب المنطقة ومنها الشعب العربي الفلسطيني متأصل وجذوره موغلة في التاريخ والحضارة ينبت من بين حجارة فلسطين كل يوم غرسة للمقاومة تكبر وترفع اسم فلسطين رغم فأس المعتدين.