سرقة مركز الوثائق التاريخية في دمشق تثير مخاوف على أرشيف نادر يمتد لخمسة قرون
كشف الصحفي السوري محمد السلوم، عبر حسابه على فيسبوك، عن تعرّض مركز الوثائق التاريخية التابع للمديرية العامة للآثار والمتاحف في دمشق لعملية سرقة، أمس الثلاثاء، طالت معدات إلكترونية تشمل أجهزة كمبيوتر ووحدات تخزين (هاردات)، وفق المعلومات الأولية.
ويقع مركز الوثائق التاريخية في قصر العظم بحي سوق ساروجا (بيت محمد فوزي باشا)، ويُعد من أهم المراكز الأرشيفية في سوريا، إذ يضم نحو خمسة ملايين وثيقة تاريخية تغطي ما يقارب خمسة قرون من تاريخ البلاد، بحسب السلوم.
وأضاف السلوم: يحتوي المركز على آلاف سجلات المحاكم العثمانية ذات الطابع التجاري والقانوني، إضافة إلى مجموعات خاصة من الرسائل والأوراق والوثائق النادرة التي تعود لمراحل مختلفة من تاريخ سوريا وتشكّل الدولة، وترتبط بشخصيات لعبت أدواراً محورية في تأسيس الدولة. وتشير التقديرات إلى أن آلاف الوثائق المحفوظة تُصنّف على أنها نادرة وفريدة عالمياً، ولا تتوافر نسخ منها في أي مكان آخر في العالم.
وأشار السلوم إلى أن المركز تعرض لبعض الأضـرار خلال الحريـق الذي أصاب المنطـقة قبل سنتين، وتم نقـل الوثـائق الموجـودة فيه حينها إلى متحف دمشق الوطني، ثم أعيد قسم منها للمـركز لاستئناف العمل عليها من حيث الترميم والرقمنة وغير ذلك.
وأعاد السلوم التذكير بأنه قبل الثورة السورية وخلال فترة التقارب التركي–السوري، حاولت تركيا في أكثر من مناسبة التوصل إلى اتفاق لرعاية مركز الوثائق وترميم الوثائق والعمل عليها، إلا أن تلك المحاولات لم تُكلّل بالنجاح بسبب عدم موافقة الجانب السوري آنذاك.
وفي بداية الشهر الماضي، تعرّض المتحف الوطني في دمشق لعملية سرقة استهدفت القسم الكلاسيكي، الذي يُعتبر من أغنى وأهم أقسام المتحف.
وتثير هذه الحادثة مخاوف واسعة بشأن سلامة الأرشيف التاريخي السوري، وحول مصير البيانات الرقمية والوثائق التي قد تكون مخزّنة على المعدات المسروقة، في ظل غياب معلومات رسمية حتى الآن عن حجم الضرر أو الإجراءات المتخذة لحماية هذا الإرث التاريخي.
إقرأ أيضاً: من درعا إلى دمشق.. شبكات تهريب الآثار تنشط في الجنوب السوري
إقرأ أيضاً: متحف دمشق تحت المجهر بعد حادثة السرقة