إضراب المعلمين في الشمال السوري يدخل أسبوعه الثاني… وانهيار المعيشة يهدد مستقبل العام الدراسي

تتفاقم الأزمة التعليمية في الشمال السوري مع دخول إضراب المعلمين في إدلب وريف حلب أسبوعه الثاني على التوالي، في خطوة احتجاجية غير مسبوقة تعكس حجم الانهيار المعيشي والاقتصادي الذي يواجهه العاملون في القطاع التربوي.

رواتب متدنية لا تتجاوز 150 دولاراً… والمعلمون أمام معادلة مستحيلة:

يأتي الإضراب وسط تدنٍ كبير في الأجور، إذ لا تتجاوز رواتب معظم المعلمين بين 120 و150 دولاراً شهرياً، وهو مبلغ لا يتناسب مطلقاً مع الارتفاع الحاد في تكاليف المعيشة، ما دفع آلاف المعلمين للإضراب باعتباره الخيار الأخير بعد سنوات من التحمل والصبر.

ورفع المشاركون لافتات تطالب بـالتثبيت الوظيفي، إعادة المفصولين، وتحسين الرواتب لتنسجم مع النفقات المعيشية المتصاعدة.

قلق في المنازل… وطلاب مهددون بضياع العام الدراسي:

لم يقتصر أثر الإضراب على المدارس فقط، بل امتد إلى الأسر التي تعيش حالة من الارتباك والقلق. ففي بلدة دير حسان شمال إدلب، تحدث أحد أولياء الأمور عن أطفاله الثلاثة الذين ينتظرون يومياً عودة المعلمين إلى صفوفهم دون جدوى.

ويشير أولياء الأمور إلى أن القلق الأكبر يطال طلاب الصف التاسع والبكالوريا، الذين يخشون أن يؤدي استمرار الإضراب إلى ضياع عام دراسي كامل، بحسب ما نقلته صحيفة العربي الجديد.

ضغط نفسي متزايد على المعلمين… ورواتب فقدت قيمتها:

معلمون تحدثوا عن الضغوط اليومية التي يعيشونها بسبب عدم قدرتهم على تأمين الأساسيات من غذاء ودواء ونقل، مؤكدين أن رواتبهم فقدت قيمتها الشرائية بشكل شبه كامل.

وتوضح إحدى المعلمات أن قرار الإضراب كان “اضطرارياً”، بعد محاولات طويلة للاستمرار في التدريس رغم الظروف المعيشية القاسية، مشيرةً إلى أن الإضراب لم يكن خياراً سهلاً على الإطلاق، لا للمعلمين ولا للأسر التي تدرك حجم الخسارة الناتجة عن توقف العملية التعليمية.

فجوة كبيرة بين المسؤوليات والأجور… وغياب حلول واضحة:

تكشف شهادات المعلمين فجوة واسعة بين الأجور الحالية والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، في وقت تبدو المؤسسات التعليمية والمنظمات الداعمة عاجزة عن تقديم حلول عملية تضمن استقرار العملية التعليمية أو تحسين الوضع المعيشي للكوادر التدريسية.

مستقبل العام الدراسي مهدد… والأهالي بانتظار استجابة عاجلة:

ومع استمرار الإضراب دون أي بوادر تسوية، يسود الترقب والقلق أوساط الأهالي والمعلمين، وسط تساؤلات حول قدرة الجهات المسؤولة على تلبية المطالب المتعلقة بـرفع الرواتب وتحسين البيئة التعليمية.

وبينما تتواصل الاحتجاجات ويتصاعد معها القلق العام، يبقى مستقبل العام الدراسي معلقاً بالأيام المقبلة وبمدى قدرة الأطراف المعنية على احتواء الأزمة قبل أن تتحول إلى خسارة تعليمية يصعب تعويضها.

إقرأ أيضاً: الأزمة المعيشية في سوريا: ارتفاع الأسعار يبتلع الرواتب ويعمّق الفجوة الاجتماعية

إقرأ أيضاً: إضراب الكرامة مستمر في إدلب: المعلمون يحتجون على إهانة الكرامة ويطالبون بسلم رواتب واضح

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.