ثورة مرتقبة في علاج “المياه الزرقاء”: جزيئان طبيعيان يُنقذان البصر!

اكتشاف أميركي يفتح الباب أمام التشخيص المبكر للغلوكوما وحماية دائمة للعصب البصري.

تغيير لقواعد اللعبة في مكافحة فقدان البصر
في خطوة قد تمثل نقطة تحوّل محورية في تاريخ علاج الغلوكوما (المياه الزرقاء)، أعلن باحثون من جامعة ميزوري الأميركية عن اكتشاف مذهل قد يمهد لإنهاء حقبة الفقدان التدريجي وغير العكسي للبصر. الدراسة الجديدة كشفت عن دور حيوي لجزيئين طبيعيين في الجسم، يمكن أن يصبحا “وسوماً حيوية” للتشخيص المبكر وعلاجاً وقائياً قادراً على حماية أغلى حاسة لدى الإنسان.

السر يكمن في “الأغْمَاتين” و”الثيامين”
محور هذا الاكتشاف يدور حول جزيئين هما:

الأغْمَاتين (Agmatine) والثيامين (Vitamin B1). فقد لاحظ الفريق العلمي انخفاضاً واضحاً في مستويات هذين المركبين لدى مرضى الغلوكوما مقارنة بالأشخاص الأصحاء.

ووفقاً للباحث في طب العيون، باوان سينغ، فإن هذا الانخفاض قد يكون المفتاح، قائلاً: “كثير من المرضى لا يعرفون أنهم مصابون بالغلوكوما إلا في سن متقدمة، عندما تكون الأضرار غير القابلة للعلاج قد بدأت بالفعل”، مما يجعل الاكتشاف قادراً على منح الأطباء فرصة “رؤية” المرض قبل أن يبدأ بتدمير العصب البصري بشكل لا رجعة فيه.

نتائج التجارب الواعدة: حماية للعصب البصري
لم يقتصر الأمر على التشخيص! فقد أظهرت الدراسة – المنشورة في مجلة Investigative Ophthalmology and Visual Science – نتائج علاجية مبهرة على فئران مصابة بالمرض.

حماية الخلايا:

أدى رفع مستويات الأغْمَاتين والثيامين إلى تقليل الالتهاب في الشبكية وحماية الخلايا العقدية الشبكية (RGCs)، وهي الخلايا التي يفتك بها المرض عادة.

تحسين الرؤية:

سجلت الفئران التي عولجت بالجزيئين تحسناً في قدرتها البصرية.

نتائج معملية:

أثبتت التجارب أن المركبين يقللان من موت الخلايا الضوئية عند تعرضها للضغط أو الإجهاد، ما يعزز أملهما كـ “درع واقي للأعصاب”.

نحو “فحص دم” بسيط ينهي الكابوس
شملت الدراسة أيضاً تحليل السائل المائي داخل العين لـ 19 مريضاً بالغلوكوما، وجاءت النتيجة لتؤكد الانخفاض الحاد في الجزيئين. هذا يفتح آفاقاً واسعة أمام الأطباء لتطوير أدوية واقية للأعصاب أو علاجات تقلل الالتهاب الشبكي.

ويأمل فريق “جامعة ميزوري” أن يقود هذا الاكتشاف إلى إمكانية تشخيص الغلوكوما عبر تحليل دم بسيط، بدلاً من الفحوصات المعقدة الحالية. ويطمح سينغ إلى “الوصول إلى اختبار دم يستطيع الأطباء استخدامه لكشف المرض مبكراً، قبل ظهور أي فقدان في الرؤية”.

على الرغم من النتائج المبهرة، يبقى الطريق طويلاً أمام التجارب السريرية على البشر لتحويل هذا الاكتشاف الواعد إلى علاج نهائي.

إقرأ أيضاً : ثورة في عالم الأورام: الذكاء الاصطناعي و”البصمات الجزيئية” يكسران شيفرة سرطان الثدي!

إقرأ أيضاً : العلامات الصامتة للسرطان: مؤشرات تحذيرية لا يجب تجاهلها أبداً!

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

 

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.