أزمة بيئية خانقة في دمشق: النفايات تغزو “المزة 86”.. أين الحكومة من ذلك؟
تشهد منطقة “المزة 86” في العاصمة دمشق أزمة خدمية وبيئية متفاقمة، حيث تحولت الشوارع والأحياء السكنية إلى مساحات لتراكم النفايات، في ظل تراجع لافت في وتيرة مرور آليات البلدية.
وقد حوصر الآلاف من سكان الحي، بما فيهم العائلات والعمال والطلاب، بالروائح الكريهة وتكدس القمامة، مما ينذر بتدهور الأوضاع الصحية.
وبحسب رصد موقع “الحل نت” لشكاوى السكان، ازداد الوضع سوءًا خلال الأيام الماضية، بعد أن تقلصت جولات رفع النفايات التي كانت تتم مرتين يوميًا قبل سقوط النظام السابق، إلى مرة واحدة كل يومين.
عائق دائم وروائح لا تُحتمل
لم يعد هذا التراجع مجرد خلل عابر، بل تحول إلى أزمة يومية تؤثر على نوعية حياة السكان.
فقد أدت سرعة امتلاء الحاويات في الحي ذي الكثافة السكانية العالية، إلى تمدد النفايات إلى الأرصفة وأمام المحال التجارية ومداخل الأبنية.
ويؤكد أبو عمار، وهو صاحب محل تجاري في المنطقة، أن التراكم الحالي هو نتاج يوم واحد فقط من غياب الجولات.
مشيراً إلى أن الحاويات “تمتلئ خلال ساعات قليلة”، بينما لا تمر آليات البلدية إلا “مرة كل يومين”.
ويضيف أبو عمار لـ “الحل نت” أن الأهالي اشتكوا مرارًا وتكرارًا دون أي استجابة، عازياً المشكلة إلى نقص في عدد سيارات البلدية العاملة في الحي.
قلة الحاويات تضاعف المشكلة
تفاقمت الأزمة داخل الأزقة السكنية. وتحدثت أم علاء، إحدى سكان المنطقة، عن الصعوبة اليومية التي تواجهها العائلات، مؤكدة أن الوضع لم يعد محتملاً:
“والله الوضع صار كتير مزعج، الروائح ما عاد تنحمل والحشرات بكل مكان… الحاويات ما بقا فيها مطرح، ومنضطر نكب جنبها، ما عاد نعرف وين نحط، ولا في أي حل واضح.”
وتشير أم علاء إلى أن الحاويات المتوفرة لا تستوعب الكميات الكبيرة من النفايات الناتجة عن الكثافة السكانية.
مما يضطر السكان لوضعها على الأرض بجانب الحاويات الممتلئة، لتصبح الروائح والحشرات جزءًا ثابتًا من المشهد اليومي.
ويؤكد السكان أن الأزمة تعود في الأساس إلى نقص كبير في عدد آليات البلدية ووقف الجولات الصباحية والمسائية الضرورية.
مما يتطلب تدخلًا فوريًا لزيادة عدد الجولات والآليات بما يتناسب مع الكثافة السكانية الكبيرة في “المزة 86”.
إقرأ أيضاً: أزمة بيئية في جبل الحص: سكان ريف حلب يطالبون بحلول مستدامة لمشكلة نفايات تل الضمان