هل روبوتات الدردشة تغزو غرف الأطفال؟ دراسة تحذر من خطر “الذكاء الاصطناعي السام” في الألعاب!

وداعاً للدمى البلاستيكية الصامتة.. مرحباً بالألعاب التي “تستمع وتتحدث”. لكن دراسة أميركية غير ربحية تدق ناقوس الخطر: ألعاب الذكاء الاصطناعي الموجهة للصغار تخفي مشاكل سلامة خطيرة، تتراوح بين المحتوى الجنسي والنصائح الخاطئة التي تهدد حياة الطفل.

وقت اللعب يتحول إلى “ساحة مخاطر”
لم تعد ألعاب الأطفال مجرد أدوات للمرح، بل تحولت إلى أجهزة تفاعلية تستخدم النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs)، وهي التقنية نفسها المُصمّمة في الأصل لروبوتات الدردشة الخاصة بالبالغين. وهنا تكمن المشكلة.

كشفت دراسة جديدة لمنظمة “U.S. PIRG” المعنية بحقوق المستهلكين، بعد فحص أربع ألعاب أطفال مدعومة بالذكاء الاصطناعي، عن ثغرات أمنية صادمة:

محتوى غير لائق:

ناقشت إحدى الألعاب موضوعات جنسية صريحة أو قدمت نصائح حول أماكن العثور على أعواد الثقاب أو السكاكين عند الطلب.

انتهاك للخصوصية:

استخدمت العديد من الألعاب تسجيل الصوت والتعرف على الوجه دون الحصول على موافقة واضحة من الوالدين أو سياسات شفافة للبيانات.

تُحوّل هذه الممارسات وقت اللعب إلى ساحة تتداخل فيها مخاطر الخصوصية، والصحة النفسية، والسلامة الجسدية، خاصة وأن “مرشحات الملائمة للأطفال” التي تضيفها الشركات أثبتت فشلها.

مخاطر الاختناق ممزوجة بمخاطر الذكاء الاصطناعي
يواجه الآباء اليوم جبهة جديدة ومعقدة من المخاطر. فلم يعد الأمر يقتصر على المخاطر “القديمة” مثل ابتلاع البطاريات أو المغناطيسات، بل أصبح مرتبطاً بـ:

ألعاب قد تُشكّك في قرار الطفل بالتوقف عن اللعب أو تشجعه على حديث مُطوّل.

ألعاب تعاني من المشكلات المعروفة في نماذج الذكاء الاصطناعي للبالغين، مثل التحيز وعدم الدقة والسلوك غير المتوقع.

يعني هذا أن ألعاب الأطفال أصبحت أكثر تعقيداً وخطورة، فهي تجمع بين مخاطر الاختناق المادية ومخاطر المعلومات السامة.

نصائح للآباء: كيف تختار لعبة الذكاء الاصطناعي الآمنة؟
إذا كنت تفكر في شراء لعبة ذكية لطفلك، فإن الحل ليس في المنع التام، بل في الاختيار الواعي. إليك أهم النصائح التي يوصي بها الخبراء لتجنب المخاطر:

شفافية البيانات أولاً:

تحقق من سياسات البيانات: هل تسجّل اللعبة الصوت أو تتعرف على الوجوه؟ وهل تتيح إمكانية حذف التسجيلات أو تعطيل خاصية الاستماع؟

اختبار فلاتر المحتوى:

جرّب اختبار اللعبة بنفسك لمعرفة ما إذا كانت تستطيع مناقشة موضوعات حساسة أو خطيرة مثل الجنس أو الأسلحة.

إمكانية الإيقاف المؤقت:

أعطِ الأولوية للألعاب التي تتيح الإيقاف المؤقت، أو تحديد الوقت، أو تعطيل وظيفة المحادثة مع روبوت الدردشة بالكامل.

في النهاية، يحذر الخبراء من نمط فشل “الألعاب التي لا تتوقف عن اللعب”، مؤكدين أن سيطرة الأهل هي خط الدفاع الأول ضد المخاطر الخفية في هذا الجيل الجديد من الألعاب.

إقرأ أيضاً: هل نُربي أطفالنا لروبوتات؟ الذكاء الاصطناعي بين الوعود التعليمية ومخاوف العزلة الاجتماعية.

إقرأ أيضاً: بين التسلية والخطر: أسباب حظر لعبة روبلوكس في دول عربية وعالمية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.