كارثة التعليم في مناطق الحكومة السورية: نقل تعسفي، رواتب مقطوعة، ومدارس غير آمنة

يشهد قطاع التعليم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية تدهوراً غير مسبوق، ناتجاً عن تداخل قرارات إدارية “تعسفية” ونقص في الخدمات، إلى جانب تصاعد المخاوف الأمنية كحوادث الخطف، وتوقف صرف رواتب المعلمين، وتدهور البنية التعليمية. هذه العوامل مجتمعة أثارت غضب الأهالي والكوادر التعليمية والطلاب على حد سواء.

نقل قسري وتهديد للأمن الوظيفي:

في طرطوس وبانياس، نفذت الحكومة عملية نقل جماعي “تعسفي” شملت أكثر من 108 معلمين ومعلمات، أغلبهم من الطائفة العلوية، من مدارسهم إلى مناطق توصف بأنها “حساسة طائفياً وأمنياً” (مثل البيضا وبساتين الأسد). هذا الإجراء أثار مخاوف عميقة بشأن الاستقرار الوظيفي والأمني للمعلمين.

على صعيد الأمن المدرسي، سببت حادثة اختطاف الطفل محمد قيس حيدر أمام مدرسته في اللاذقية بتاريخ 8 تشرين الأول حالة من الذعر بين الأهالي، مؤكدةً على تزايد الخطر الأمني في محيط المدارس والساحل السوري بشكل عام.

العبث بالهوية وتدهور البنية التحتية:

سجلت حلب والساحل وحماة ودمشق قرارات مثيرة للجدل قضت بـ “تغيير أسماء مدارس” كانت تحمل دلالات ثقافية وأدبية، ما اعتبره المثقفون والأهالي مساساً بالذاكرة التاريخية والثقافية للمؤسسات التعليمية.

في دير الزور، يعاني 105 طالباً في الثانوية النفطية من انقطاع عن الدراسة منذ بدء العام، بسبب استمرار احتلال مقر المدرسة في التيم من قبل “إحدى كتائب الجيش”، ما يحرمهم من التخصصات الحيوية.

وفي السويداء، أدت الهجمات الأخيرة واستخدام المدارس كمراكز إيواء للنازحين إلى حرمان آلاف الطلاب من حقهم في التعليم، مما دفعهم مع معلميهم لتنظيم وقفات احتجاجية للمطالبة بحماية العملية التعليمية.

احتقان المعلمين ومطالبهم المعيشية:

شهدت مناطق عدة، خاصة ريف حلب الشمالي والشرقي، وقفات احتجاجية متزامنة للمعلمين، تنديداً بـ “انقطاع رواتبهم للشهر الثالث” والمطالبة بتثبيتهم رسمياً في ملاك الدولة السورية، وحملوا شعارات تدعو إلى محاسبة المسؤولين عن هذا التدهور.

دعوة للمراجعة والتدخل الفوري:

يؤكد المرصد السوري أن هذه التطورات تشير إلى تدهور خطير يتطلب تدخلاً عاجلاً. وناشد المرصد السلطات الحكومية بضرورة مراجعة القرارات الإدارية التعسفية، وتأمين البيئة المدرسية الآمنة، وضمان حقوق المعلمين كاملة، ووضع خطط فورية لحماية الطلاب من حوادث الاختطاف وتوفير البنية التحتية التعليمية المؤهلة، محذراً من أن استمرار هذه الأزمات يهدد مستقبل التعليم والطلاب في البلاد.

 

اقرأ أيضاً:٢.٤ مليون طالب خارج التعليم في سوريا

اقرأ أيضاً:مدارس سوريا: أطفال يفترشون الأرض وسط غياب البنية التحتية التعليمية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.