محاولة اغتيال عميد كلية الآداب في جامعة دمشق تهز الوسط الطلابي وتثير تساؤلات أمنية

شهدت جامعة دمشق، أقدم الجامعات السورية، حادثة أمنية غير مسبوقة بعد أن ألقى مجهولون قنبلة يدوية داخل مكتب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الدكتور علي اللحام، في محاولة اغتيال فاشلة كادت أن تتحول إلى كارثة، بعد أن فشلت القنبلة في الانفجار.

مسلحون داخل الحرم الجامعي!

مصادر من داخل الجامعة أكدت أن مجموعة مسلحة اقتحمت حرم كلية الآداب وهي تحمل أسلحة رشاشة وقنابل يدوية، وتوجهت مباشرة إلى مكتب العميد في الطابق الثاني، حيث ألقيت القنبلة قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار.

ورغم أن الحادث لم يسفر عن إصابات، إلا أنه خلف صدمة كبيرة بين الطلاب والكوادر التعليمية، خصوصًا أن الهجوم وقع في وضح النهار، في أحد أكثر المواقع المركزية داخل جامعة دمشق.

طلاب يعيشون الرعب يوميًا:

الحادث أثار موجة من القلق والهلع بين طلاب وطالبات الكلية، الذين باتوا يشعرون بانعدام الأمان في مكان يفترض أن يكون رمزًا للعلم والهدوء.

قالت رنا محمود، طالبة في قسم اللغة العربية: “إذا كانت القنبلة وصلت لمكتب العميد، فماذا يمنع أن تصل لأي قاعة دراسية؟ لم نعد نشعر بالأمان”.

أما سامي الزعبي، طالب فلسفة، فانتقد خلال حديثه لموقع “الحل نت” ضعف الحماية الأمنية قائلاً: “هناك تفتيش يومي للطلاب، فكيف دخل المسلحون بهذه السهولة؟”.

تساؤلات بلا إجابات… وبيان رسمي “غير مقنع”:

وزارة التعليم العالي السورية أصدرت بياناً أكدت فيه متابعة التحقيقات، وشددت على أن “حرمة الجامعة خط أحمر”، لكن الطلاب اعتبروا أن هذه التصريحات لا تكفي، في ظل تكرار الحوادث وانعدام الشفافية في إعلان نتائج التحقيقات.

قال أنس الخطيب، طالب في كلية الإعلام: “لم نعد نثق بالوعود الرسمية. نريد كاميرات مراقبة، محاسبة واضحة، وشعور حقيقي بالأمان”.

من حادث فردي إلى أزمة ثقة:

رغم محاولة البعض التقليل من أهمية الحادث واعتباره “فرديًا”، فإن كثيرين يرون أن ما حدث يعكس انهيارًا في البيئة الجامعية وتفككًا في منظومة التعليم، محذرين من أن الجامعة أصبحت مرآة للفوضى العامة في البلاد.

ترى ميساء حلاق، طالبة دراسات عليا، أن الحادثة نتيجة “احتقان كبير داخل الجامعات، بسبب الظلم الأكاديمي وتضييق الفرص، مما يجعل بعض الطلاب يشعرون بالإحباط والعجز”.

الجامعة لم تعد آمنة.. والقنابل أقرب من الأقلام:

وفق رأي الناشط المجتمعي الدكتور حازم سويدان، فإن دخول العنف إلى الحرم الجامعي يعبّر عن فقدان آخر المساحات الآمنة في المجتمع، ويقول: “ما حدث ليس مجرد قنبلة، بل انهيار في القيم التعليمية. الطالب لم يعد يرى أستاذه كقدوة بل كخصم محتمل”.

إقرأ أيضاً: تصاعد العنف ضد النساء في سوريا وسط غياب العدالة وتعدد الجهات المسلحة

إقرأ أيضاً: دير الزور تواجه تصاعدًا في الفلتان الأمني وسط غياب حكومي ملحوظ

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.