حملة لتقرير المصير في السويداء تثير جدلاً حول الاستقلال وسبل النجاة
في خطوة تصعيدية، انطلقت صباح اليوم الأربعاء حملة لجمع التواقيع في محافظة السويداء، تطالب بحق أبنائها في تقرير المصير.
تأتي هذه الحملة، التي أطلقها محامون وناشطون، على خلفية التوترات الأمنية الأخيرة التي شهدتها المحافظة، وتزامناً مع جهود دولية لإيجاد حل لأزمة المنطقة.
خلفيات أمنية وسياسية
تأتي الحملة بعد أيام من تصعيد أمني شهدته المحافظة، شمل حصارًا وتضييقًا على الأهالي، ومواجهات مع قوات الحكومة السورية الانتقالية وبعض الفصائل القبلية.
وقد سبق الحملة اجتماع ثلاثي مشترك بين مسؤولين من الأردن والولايات المتحدة والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، لبحث خارطة طريق لحل أزمة السويداء.
وبالتوازي مع إطلاق حملة التواقيع الميدانية، كانت حملة إلكترونية قد بدأت في 15 أيلول/سبتمبر، ونجحت في جمع ما يزيد عن 15 ألف توقيع خلال الأربع وعشرين ساعة الأولى، بحسب الأستاذ أكرم عريج، أحد المسؤولين عن الحملة
تباين بين الشعار والهدف المعلن
بينما تحمل الحملة شعار “حق تقرير المصير”، الذي يُعرّفه القانون الدولي بأنه حق الشعوب في تقرير مركزها السياسي.
أوضح الأستاذ عريج أن الهدف النهائي من جمع التواقيع هو تقديمها للمنظمات الدولية لدعم السويداء في الوصول إلى استفتاء شعبي، تكون نتيجته إما الاستقلال التام، أو الإدارة الذاتية، أو اللامركزية.
كما تسعى الحملة إلى تشكيل لجان تحقيق دولية للتحقيق في الانتهاكات المرتكبة ومحاسبة المسؤولين.
ومع ذلك، تكشف العريضة الإلكترونية عن توجه أكثر وضوحاً، حيث تنص صراحة على أن “الاستقلال التام عن الدولة السورية” هو الحل الوحيد لضمان استقرار المنطقة، وتعتبره “ضرورة قانونية ووجودية”.
هذا التباين بين الشعار العام والهدف الصريح في العريضة يثير تساؤلات حول طبيعة وأهداف الحملة
انقسام في الرأي الشعبي
تباينت ردود فعل أبناء السويداء تجاه الحملة بين مؤيد ومعارض ومتردد، وهو ما يعكس وجود انقسام عميق في الرأي العام حول الحلول المطروحة. يمكن تلخيص الآراء الشعبية في عدة اتجاهات رئيسية:
1- مؤيدو الاستقلال: يرون أن الاستقلال التام والانفصال عن الدولة السورية هو الضمان الوحيد للعيش بكرامة وأمان، وحماية الوجود الدرزي من الهجمات الطائفية.
2- المترددون: يعتقدون أن الاستقلال لا يضمن الأمان بالضرورة، وأن الحل يجب أن يبدأ بتحقيق السلام مع المحيط “السني” أولاً.
3- المعارضون عملياً: يجادلون بأن السويداء لا تمتلك المقومات الاقتصادية اللازمة لإقامة دولة مستقلة.
4- المعارضون سياسياً: يرى هذا الرأي أن المشكلة ليست طائفية، بل هي مشكلة سلطة.
ووفقاً لمدرس متقاعد يُدعى أبو عماد، فإن “المشكلة ليست في سوريا ككل، بل في السلطة الحالية التي ارتكبت هذه المجازر”، وأن الحل يكمن في رحيلها وليس في الانفصال.
وفي ظل هذا الجدل، يبقى التساؤل حول مدى تأثير هذه الحملة على الرأي العام الدولي وقدرتها على تحقيق أهدافها النهائية.
إقرأ أيضاً: للمرة الأولى في خان أرنبة..توغل إسرائيلي جديد في القنيطرة واعتقال مدنيين