لجنة السويداء: نرفض خارطة الطريق ونطالب بحق تقرير المصير
أعلنت وزارة الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية، عن تفاصيل الاجتماع الثلاثي حول السويداء، والذي جمع وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك، والذي عُقد في العاصمة دمشق كامتداد لاجتماعات سابقة في عمّان خلال شهري تموز وآب الماضيين.
خارطة طريق لحل أزمة السويداء:
ووفقاً للبيان، توصلت الأطراف الثلاثة إلى اعتماد خارطة طريق شاملة لحل الأزمة في محافظة السويداء، ترتكز على مبدأ وحدة الأراضي السورية والمواطنة المتساوية، وتُشكّل إطاراً لعملية سياسية شاملة بقيادة سورية تهدف إلى:
1-إ عادة بناء المؤسسات الوطنية على أسس عصرية.
2- ضمان المصالحة الوطنية وتعزيز وحدة وسيادة سوريا.
3- دعم خطوات الحكومة السورية في إعادة الإعمار، مكافحة الإرهاب والتطرف، وإنهاء النزاعات المجتمعية.
خطوات عاجلة في السويداء:
أبرز ما نصّت عليه خارطة الطريق من إجراءات عاجلة في محافظة السويداء:
1- سحب جميع المقاتلين المدنيين من حدود المحافظة، ونشر قوات أمنية منضبطة بدلاً عنهم.
2- إطلاق مشروع وطني يركّز على التعددية والوحدة والمساواة بين جميع مكونات الشعب السوري.
3- تشكيل مجلس محافظة يضم ممثلين عن جميع الأطياف المجتمعية للتفاعل مع الحكومة والمساهمة في جهود المصالحة.
4- إنشاء قوة شرطية محلية بقيادة شخصية من أبناء السويداء، تُعيّنها وزارة الداخلية.
وجاء في البيان أن “الخارجية السورية تدعو لجنة التحقيق المستقلة الدولية بشأن سوريا لإجراء تحقيق حول أحداث السويداء”، مؤكدة التزام الحكومة بمحاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات وفق القانون.
تفاهمات أمنية بين سوريا و”إسرائيل” بوساطة أميركية أردنية:
أشار البيان إلى أن الولايات المتحدة، بدعم أردني وتنسيق مع دمشق، ستقود جهوداً للتوصل إلى تفاهمات أمنية مع “إسرائيل” تتعلق بجنوب سوريا، مع التأكيد على احترام السيادة السورية، ومعالجة الهواجس الأمنية المشروعة لكافة الأطراف.
ترحيب دولي وعربي بخارطة الطريق:
تلقت خارطة الطريق ترحيباً واسعاً من عدة دول عربية وأجنبية، أبرزها:
تركيا: وصفت الخطوة بأنها مهمة للحفاظ على الاستقرار ومنع تجدد الصراع، مؤكدة التزامها بدعم وحدة الأراضي السورية.
السعودية: أشادت بالجهود الأردنية والأميركية، وجددت دعمها لاستقرار سوريا ووحدة أراضيها.
الكويت: أعربت عن أملها في أن تساهم هذه الخارطة في دعم مستقبل سوريا وتحقيق تطلعات شعبها.
جامعة الدول العربية: أكد أمينها العام أحمد أبو الغيط أن اعتماد خارطة الطريق يمثل خطوة جوهرية نحو استقرار جنوب سوريا.
رد لجنة السويداء القانونية: رفض للبيان وتأكيد على حق تقرير المصير:
في المقابل، أصدرت اللجنة القانونية العليا في السويداء بياناً شديد اللهجة، اعتبرت فيه أن بيان الخارجية السورية يتضمن تناقضات خطيرة ومحاولة لتبييض الانتهاكات.
أهم ما ورد في بيان اللجنة:
– بيان الخارجية دعا إلى تحقيق دولي في الانتهاكات التي وقعت في السويداء، ثم عاد ليؤكد أن المحاسبة ستتم وفق القانون السوري، وهو ما اعتبرته اللجنة “إفراغاً للتحقيق الدولي من مضمونه، لأن المتهم لا يمكن أن يكون القاضي”، معتبرة أن القضاء المحلي “مسيّس ويفتقر للثقة”.
– اتهام مباشر للحكومة السورية بالتورط في المجازر والانتهاكات ضد المدنيين في السويداء.
– رفض تشكيل مجالس محلية أو قوى شرطية مفروضة من دمشق، واعتبارها محاولة لفرض وصاية جديدة على السويداء وزرع الفتنة بين أبنائها.
– أبناء السويداء لهم الحق القانوني والأخلاقي في تقرير مصيرهم، سواء عبر إدارة ذاتية أو خيار الانفصال، بوصفه “الضامن الوحيد للكرامة والحرية”.
– دعوة لإجراء تحقيق دولي مستقل ومحاسبة جميع المتورطين في الجرائم ضد المدنيين، بعيداً عن النظام القضائي السوري.
اللجنة القانونية اختتمت بيانها بإعلان الرفض “بشكل قاطع لبيان وزارة الخارجية السورية، تؤكد أن ما جرى في تموز/يوليو 2025 لم يكن أحداثاً مؤسفة كما ورد في البيان، بل جرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان. وأن مواجهة هذه الجرائم لا تكون عبر مسرحيات قضائية محلية، بل عبر مسار دولي شفاف يفضي إلى محاسبة الجناة وضمان حق شعب السويداء في الحرية وتقرير المصير”.
مستقبل السويداء: بين خارطة الطريق الرسمية وحق تقرير المصير:
في ظل التباين الكبير بين الرؤية الرسمية المعتمدة من دمشق وبدعم أدرني أمريكي، والرفض الجذري من لجنة السويداء القانونية التي تمثل شريحة مجتمعية واسعة، يبقى مستقبل المحافظة مرهوناً بتطورات المرحلة المقبلة ومدى استجابة الأطراف الدولية والإقليمية لمطالب السكان المحليين وحقوقهم المشروعة.
إقرأ أيضاً: الممر الإنساني في السويداء: بين الهجمات المسلحة والحصار السياسي
إقرأ أيضاً: سوريا وإسرائيل على أعتاب اتفاق أمني بوساطة أمريكية