أزمة مستشفى السويداء: أجهزة معطوبة وأطباء بلا رواتب

يواجه مستشفى السويداء الوطني، المعروف أيضاً باسم مستشفى الشهيد زيد الشريطي، تحديات كبيرة تهدد قدرته على تقديم الخدمات الطبية، وذلك بعد مرور شهرين على الاشتباكات التي شهدتها المحافظة، وفقاً لتقرير نشره موقع “الحل نت”.

تدهور الخدمات الطبية ونقص الأدوية

صرّح الدكتور نبيل نوفل، المدير الطبي للمستشفى لـ “الحل نت”، أن الخدمات المقدمة حالياً تقتصر على الحالات الإسعافية والعمليات الضرورية مثل عمليات العظام والأورام والولادة وغسيل الكلى.

كما أكد الدكتور وسام مسعود، المدير الجديد للمستشفى، أن المستشفى يعمل “بحدود متوسطة إسعافياً وحدود دنيا فيما يخص العمليات الباردة”.

ويعاني المستشفى من نقص في بعض الأدوية، وخاصة أدوية الأورام والأدوية البيولوجية، بالإضافة إلى نقص في الدعامات البروتينية.

أجهزة معطوبة وصيانة متعذرة

أدت الاشتباكات إلى تدمير بعض الأجهزة الطبية الحيوية، حيث تضرر جهاز الرنين المغناطيسي الوحيد في القطاع العام بالمحافظة بشكل بالغ وخرج عن الخدمة بعد إطلاق النار عليه.

وأشارت وزارة الصحة في دمشق إلى عدم توفر المعدات اللازمة لإصلاحه، مشيرة إلى أن هناك حوالي 60 جهاز رنين مغناطيسي معطل في سوريا بسبب صعوبة الصيانة، وفقاً لـ “الحل نت”.

كما تعطل جهاز الطبقي المحوري الوحيد العامل في المستشفى خلال الهجوم، وأفاد الدكتور نوفل أن الشركة المسؤولة عن الصيانة لا يمكنها الوصول إلى السويداء بسبب المخاطر الأمنية على الطريق، رغم تأكيد الحكومة الانتقالية على أن الطريق آمن.

نقص الكوادر الطبية وتأخر الرواتب

يعاني المستشفى من نقص في الكوادر الطبية، ويعود ذلك إلى صعوبة التنقل في ظل أزمة المحروقات، حيث يشكل سكان الريف جزءاً كبيراً من الكادر الطبي.

والأهم من ذلك، أن رواتب موظفي مديرية الصحة متوقفة منذ شهر يوليو، مما أدى إلى عدم التزام الموظفين بالدوام الرسمي.

وأوضح الدكتور نوفل: “نحن لا نستطيع أن نُلزم الكوادر بالدوام الرسمي في حال توقّف الرواتب”.

ووفقاً لرئيس قسم المحاسبة، فإن وزارة المالية اشترطت توقيع محافظ السويداء، مصطفى البكور، على قوائم الرواتب قبل صرفها، وهو إجراء جديد لم يكن متبعاً من قبل، مما يثير تساؤلات حول الغاية من هذه التعقيدات التي تعيق عمل المؤسسات الحكومية في المحافظة.

صمود رغم التحديات

على الرغم من كل هذه الصعوبات، لا يزال مستشفى السويداء الوطني، الذي تأسس في الخمسينيات من القرن الماضي، صامداً ويقدم خدماته المجانية لآلاف المواطنين.

ويصر القائمون عليه على الاستمرار في عمله حتى ضمن الحدود الدنيا، مؤكدين أن المستشفى يمثل جزءاً أساسياً من الإرث الطبي للمحافظة.

اقرأ أيضاً:لجنة السويداء: نرفض خارطة الطريق ونطالب بحق تقرير المصير

اقرأ أيضاً:اتفاق ثلاثي سوري–أردني–أميركي يرسم خريطة طريق لمعالجة ملف السويداء

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.