منطقة منزوعة السلاح وممر جوي باتجاه إيران.. سوريا و”إسرائيل” على أعتاب اتفاق أمني
منذ نيسان/أبريل الماضي، تشهد سوريا وإسرائيل محادثات غير معلنة بضغط أميركي، تهدف إلى التوصل لاتفاق أمني تأمل دمشق أن يقود إلى استعادة الأراضي التي سيطرت عليها “إسرائيل” مؤخراً.
وتضغط واشنطن لتحقيق تقدم ملموس قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر الجاري، ليُسجل للرئيس الأميركي دونالد ترامب كإنجاز دبلوماسي بارز، وفق ما نقلت وكالة رويترز عن أربعة مصادر.
مضمون المقترح السوري
المصادر ذاتها أوضحت أن مجرد التوصل إلى اتفاق متواضع سيُعتبر إنجازاً، نظراً لتشدد الموقف الإسرائيلي من جهة، والوضع السوري الضعيف من جهة أخرى بعد أحداث دامية في الجنوب أثارت دعوات للتقسيم.
وبحسب رويترز، التي تحدثت إلى تسعة مصادر مطّلعة على المفاوضات و”العمليات الإسرائيلية” في جنوب سوريا، فإن المقترح السوري ينص على انسحاب القوات “الإسرائيلية” من الأراضي التي سيطرت عليها خلال الأشهر الأخيرة، وإعادة العمل بمنطقة الفصل المنزوعة السلاح وفق هدنة 1974، ووقف الضربات الجوية والتوغلات البرية. أما ملف الجولان المحتل منذ حرب 1967، فقد تم تأجيله إلى “المستقبل”، بحسب ما قال مصدر سوري مطلع.
الموقف الإسرائيلي
أفادت قناة 12 العبرية، بأن “إسرائيل” قدمت مقترحا أمنيا شاملاً لدمشق. يرتكز هذا المقترح على تمسك “تل أبيب” بالسيطرة على قمم جبل الشيخ السورية، معتبرةً إياها “كنزًا استراتيجيًا” يتيح لها مراقبة التحركات المعادية.
أهم بنود المقترح الأمني:
- منطقة عازلة: إنشاء منطقة منزوعة السلاح جنوب غرب دمشق حتى الحدود مع “إسرائيل”، تُقسم إلى ثلاث مناطق تحدد حجم ونوع القوات والأسلحة المسموح بها.
- قيود عسكرية: في المنطقة الأقرب للحدود من الجانب السوري، يُمنع وجود أي قوات عسكرية أو أسلحة ثقيلة، وتقتصر على قوات الشرطة والأمن الداخلي فقط.
- حظر جوي: يُمنع الطيران السوري من التحليق في المنطقة الممتدة من جنوب غرب دمشق إلى الحدود الإسرائيلية.
- ممر جوي “إسرائيلي”: يتم الحفاظ على ممر جوي مفتوح تجاه إيران عبر سوريا، مما يسمح لـ “إسرائيل” بتنفيذ هجمات مستقبلية عند الحاجة.
- انسحاب تدريجي: تقترح “إسرائيل” انسحابًا تدريجيًا من جميع الأراضي التي احتلتها في سوريا، باستثناء جبل الشيخ.
الدور الأميركي
تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً كبيرة لتسريع التوصل إلى اتفاق، وهو ما اعتبره مصدر أمني “إسرائيلي” لـرويترز مسعى شخصياً لترامب كي يظهر كمهندس نجاح في دبلوماسية الشرق الأوسط.
فيما أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن “تدعم أي جهود من شأنها تحقيق الاستقرار والسلام الدائم بين “إسرائيل” وسوريا وجيرانهما”.
الجولان والعقدة الأساسية
رغم ذلك، تستبعد مصادر مطلعة أن توافق “إسرائيل” على إعادة الجولان، حتى على المدى الطويل. وبدلاً من ذلك، نقل مبعوثها لدى واشنطن، توماس باراك، عرضاً يقضي بانسحاب إسرائيلي من جنوب سوريا مقابل تنازل دمشق عن الجولان، وهو ما رفضه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع رفضاً قاطعاً، مؤكداً أن أي تنازل عن الجولان يعني “نهاية حكمه”، ومشدداً على أن أي اتفاق يجب أن يستند إلى خطوط 1974.
مسار المحادثات
انطلقت أولى الاتصالات في أبوظبي في نيسان/أبريل 2025 عقب زيارة الشرع للإمارات، ثم انتقلت الجولة الثانية إلى باكو في تموز/يوليو، قبل أن تتعثر إثر أحداث السويداء الدامية. وفي آب/أغسطس استؤنفت المفاوضات في باريس، في محطة وُصفت بالمفصلية كونها المرة الأولى التي تعترف فيها دمشق علناً بوجود محادثات مباشرة مع “إسرائيل” منذ عقود.
وبالرغم من الانخراط السوري في هذه المحادثات استجابةً للضغط الأميركي، يبقى الشرع متحفظاً حيال التوصل إلى اتفاق شامل، إذ يرى – بحسب ما نقلت رويترز عن مصادر سورية وغربية – أن “العناصر الأساسية للثقة ببساطة غير موجودة”.
اقرأ أيضاً:عملية الأخضر الأبيض.. إسرائيل تكشف تفاصيل أكبر توغل بري في سوريا
اقرأ أيضاً:ضابط إسرائيلي يتوقع أحداثاً خطيرة في سوريا وينتقد المبعوث الأمريكي