تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي قرب مقر القيادة العسكرية للجيش وسط الخرطوم، بمختلف الأسلحة المدفعية والرشاشات.
وقال الجيش السوداني إنه تصدى لهجوم من قوات الدعم السريع على مواقع متقدمة في محيط قيادته وسط العاصمة الخرطوم، فيما هزت انفجارات متتالية محيط مقر قيادته، معلناً تكبيد قوات الدعم السريع خسائر بلغت عشرات القتلى والجرحى، إلى جانب تدمير عدد كبير من المركبات القتالية، ما أجبرها على الفرار.
وبدوره، قصف الجيش السوداني مواقع الدعم السريع شمالي أم درمان بالعاصمة، وسُجلت اشتباكات حول الأحياء بمحيط سلاح المهندسين جنوبي أم درمان، كما سُمعت أصوات قصف مدفعي في منطقة الحزام جنوبي الخرطوم.
من جانبه، أفاد وزير الصحة في السودان بخروج كل المستشفيات الرئيسة في الخرطوم ودارفور عن الخدمة، على خلفية الاشتباكات الدامية بين الأطراف المتنازعة، وسط معاناة حادة للشعب السوداني من نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، عدا عن أزمة انعدام الأمن الغذائي.
وكان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، قد أعلن في وقت سابق أن قواته ستبدأ مشاورات لتشكيل سلطة مدنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها إذا استمرت تحركات قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان.
وحذر “دقلو” من أن تشكيل البرهان حكومة مقرها بورتسودان يعني الاتجاه نحو سيناريوهات حدثت في دول أخرى بوجود طرفين يسيطران على مناطق مختلفة في بلد واحد، مضيفاً.. “هذا ما لا نرغبه لأنه يبدد الأمن والسيادة، ويطيل أمد الحرب ومعاناة المدنيين، الأولوية لانهاء الحرب، وعودة السلام وتوحيد السودان، وإقامة حكم مدني ديمقراطي وبناء جيش مهني واحد”.
ولم تتمكن الأطراف الإقليمية والدولية حتى الآن من إيجاد مخرج للأزمة السودانية التي دخلت شهرها السادس منذ يومين، والتي خلفت آلاف القتلى والجرحى وحالات نزوح كبيرة للمناطق الداخلية والدول المجاورة، وسط تبادل الأطراف المتنازعة الاتهامات بالمسؤولية عن قتل وتهجير الآلاف وإخفاق جميع الهدن ومحاولات الصلح.