أزمة غياب أجهزة الرنين المغناطيسي في مستشفيات حلب: معاناة المرضى وارتفاع التكاليف

تعيش مدينة حلب أزمة صحية خانقة نتيجة غياب أجهزة الرنين المغناطيسي عن المستشفيات الحكومية، ما يدفع المرضى إلى اللجوء للمراكز الخاصة التي تحدد تكلفة الفحص بين مليون ومليون ونصف مليون ليرة سورية (100–150 دولارًا أمريكيًا تقريبًا). هذه الأسعار المرتفعة جعلت الخدمة بعيدة المنال عن معظم السكان في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

معاناة المرضى بين كلفة الفحص وتأجيل العلاج

مروة مصري، من حي الميريديان، اضطرت لتأجيل فحص لطفلتها البالغة عامًا واحدًا بسبب التكلفة المرتفعة، ما زاد من قلقها على صحة ابنتها.

يزن العبد الله (45 عامًا) من ريف حلب الجنوبي، واجه الوضع ذاته، إذ اضطر لتأجيل الفحص الطبي بسبب ارتفاع التكلفة وصعوبة التنقل، رغم حاجته العاجلة للتشخيص.

رضوان بصمجي (50 عامًا) من حي الجابرية، دفع مليون ليرة سورية لإجراء فحص رنين مغناطيسي مرتبط بمشكلة في القلب، رغم العبء المالي الكبير على أسرته.

هذه الحالات تعكس واقعًا صحيًا مريرًا يعيشه سكان حلب، حيث يجد المرضى أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مر: دفع مبالغ باهظة في القطاع الخاص أو تأجيل الفحوصات الضرورية بما يفاقم الأمراض.

غياب الخطط الحكومية لتأمين الأجهزة

مدير صحة حلب، محمد وجيه جمعة، أكد لجريدة عنب بلدي أنه لا توجد خطط حالية لتزويد المستشفيات الحكومية بأجهزة رنين مغناطيسي بسبب العقوبات السابقة وتأخر رفعها، إضافة إلى غياب العقود مع شركات التوريد. كما أشار إلى عدم وجود أي شراكات مع القطاع الخاص لتخفيض الأسعار، وأن الصيانة الحالية تقتصر على الأعطال البسيطة فقط.

قطاع صحي متهالك منذ سنوات

المستشفيات في حلب تعاني من نقص حاد في الأجهزة الطبية الحديثة نتيجة الحرب والإهمال.

الأجهزة المتوفرة تعود إلى أكثر من 15 عامًا دون تحديث.

نقص الأدوية النوعية والكوادر الطبية المتخصصة يزيد من تفاقم الأزمة.

سوء التمويل والفساد الإداري عطل عمليات الصيانة والتحديث، وفق شهادات أطباء في مشفى الجامعة.

تأثير غياب الرنين المغناطيسي على المرضى

ارتفاع التكاليف يدفع كثيرين إلى الاستغناء عن الفحوصات الضرورية.

تأجيل العلاج يؤدي إلى تفاقم الأمراض.

ضغط إضافي على المرضى القادمين من الأرياف بسبب صعوبة التنقل.

إقرأ أيضاً: انهيار المنظومة الصحية في سوريا.. وزير الصحة يحذر من خروج 40% من الخدمات

إقرأ أيضاً: الأحياء الشرقية في حلب: بين الإهمال الخدمي والأعباء المعيشية

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.