يتحضر الأهالي في محافظة حمص لتأمين مستلزمات المدرسة من القرطاسية والحقائب والبدلات وكافة ما يحتاجه أبنائهم، وذلك مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد.
وتبدأ مع بداية كل موسم دراسي، شكاوى أولياء الأمور من الغلاء الفاحش، مع تزايد الفروقات والزيادات الكبيرة في الأسعار، بين العام الماضي وهذا العام، الأمر الذي يتطلب منهم تخصيص ميزانية لشراء مستلزمات المدرسة خاصة من لديه عدة أطفال، حسب تأكيدهم.
وحول هذه الصعوبات، استطلعت شبكة “داما بوست” آراء بعض سكان مدينة حمص، التي أجمعت بمعظمها على أن بدء العام الدراسي يعد من بين أبرز الأعباء المالية كونه يتزامن مع موسم المونة، ما يؤدي إلى استنزاف المال لشراء مستلزمات المونة الشتوية من أطعمة ومازوت أو حطب للتدفئة من جهة ومستلزمات المدرسة.
وأكد صلاح (أب لثلاثة أطفال من سكان حي الزهراء بمدينة حمص) أن: “هناك ارتفاع أسعار ملحوظ وغير مبرر في الأسواق، ورغم أن ذلك أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا وروتين يومي تعودنا عليه من قبل التجار، لكن مسألة العودة إلى المدارس باتت من أكبر الهموم علينا”.
وأضاف صلاح الذي يعمل موظفاً في مديرية التربية: “لدي ثلاثة أطفال في المدرسة، وأحتاج إلى ميزانية تقارب مليوني ليرة دون أي مبالغة لشراء لوازم المدرسة من دفاتر وحقائب مدرسية واللباس، بما لا يناسب سعرها العديد من العائلات بالنظر إلى قدرتهم المادية”.
من جهتها، أشارت رجاء سليمان (موظفة) إلى أنه: “وبالمقارنة مع العام الماضي فقد بلغت نسبة الارتفاع أكثر من 100%، وتصل تكلفة تجهيز طالب واحد فقط أكثر من 500 ألف ما بين حذاء وقرطاسية وحقيبة، علماً أن هذه الأسعار في الأسواق الشعبية”.
بينما أوضح أبو زين (صاحب مكتبة في حي الأرمن) أن: “سعر الحقيبة المدرسية العادية يبدأ من 75 ألف ليرة وتصل 150 ألف للنوعيات الأفضل، بينما وصل سعر الدفتر 200 ورقة سلك إلى 20 ألف ليرة، والدفتر مئة ورقة 15 ألف ليرة، والأقلام 5 آلاف ليرة للقلم الواحد، والمقلمة المدرسية 20 ألف ليرة”.
ولا يخفي أبو زين أن: “الأسعار لهذا العام أغلى من العام الماضي وتبدو حركة الشراء حتى اللحظة خجولة كون القدرة الشرائية ضعيفة وتعتمد بالمجمل على التقسيط أو الشراء بالدين، مضيفاً أن: “أسباب ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية هي تكاليف الإنتاج من صناعة ونقل وأجور عمال ومحلات”.
وتبين اختلاف تلك الأرقام ما بين الأحياء في مدينة حمص، إذ ترتفع كلما كان الحي قريباً من الوسط التجاري في المناطق الفارهة كما عكرمة والحضارة والوعر والحمرا والغوطة، بينما تقل في الأحياء الشعبية كالعباسية والضاحية وحي الورود وغيرها.
وامتلأت أسواق المدينة بمختلف البضاعة فيما يخص الملابس المدرسية، وتراوح سعر القميص المدرسي بين 50- 100 ألف ليرة حسب جودته، في حين وصل سعر البنطال إلى 125 ألف ليرة، بينما تراوحت أسعار المريول المدرسي من 50 ألف ليرة وتصل إلى 100 ألف ليرة.
وطالب عدد من الأهالي الجهات الحكومية المعنية والفعاليات التجارية بفتح قروض ميسرة لكافة العاملين في الدولة والعقود السنوية الدائمة لمواجهة تحديات العام الدراسي بكل مافيه من عقبات مالية.
واستغرب آخرون غياب دور الرقابة في ظل انفلات كبير وغير مبرر بأسعار المستلزمات المدرسية، خصوصاً وان التجار يخزنون كميات كبيرة من الاعوام السابقة، ما يدعو لمراقبة السواق ووضع حد للمخالفين منهم
بدوره، قال سامر (سائق سرفيس) إن: “الاعتماد كان على البسطات المنتشرة بأماكن متفرقة بالمدينة، التي تحوي على كافة مستلزمات مدرسية، وتكون أسعارها أخفض من أسعار المحال والمكتبات بشكل كبير”.
يذكر أن معظم سكان المدينة يعتمدون على المهرجانات والمعارض التي تقام سنوياً في مختلف الاحياء لشراء المستلزمات الدراسية باسعار مقبولة تتناسب مع الدخل المحدود للسواد الاعظم منهم.