عادت حركة النقل إلى حالتها الطبيعية في العاصمة دمشق، بعد يوم واحد على قرارات رفع أسعار الوقود وأجور النقل، حيث شهدت شوارع المدينة ومواقف انطلاق السرافيس ازدحامات معتادة وتوفر في وسائل النقل، خصوصاً في الأماكن التي تعتبر عقدة الازدحام كـ “شارع الثورة والبرامكة وساحة الهدى”.
وكانت حركة النقل شبه مشلولة يوم الثلاثاء، بسبب قرارات رفع أسعار الوقود التي صدرت في اليوم السابق، وأدت إلى اعتكاف العديد من سائقي حافلات النقل الداخلي عن عملهم لحين صدور التعرفة الجديدة لوسائل النقل، والتي صدرت في وقت متأخر من النهار.
وأكدت مصادر محلية لـ “داما بوست” أن حركة النقل تحسنت كثيراً مقارنة بالأمس، وأن الكثير من المواطنين لم يجدوا صعوبة في التنقل بين المناطق المختلفة من المدينة، بسبب توفر وسائل النقل بشكل ملحوظ كما كان عليه الوضع قبل صدور القرارات الحكومية.
ورجّحت المصادر أن يكون السبب في عودة الوضع إلى حاله هو التعرفة الجديدة التي أقرّتها محافظة دمشق، والتي تم بموجبها رفع أجور التنقل ضمن المدينة بوسائل النقل (السرافيس، باصات النقل الداخلي) من 500 ليرة إلى 1000 ليرة لجميع الخطوط.
واقع حركة النقل
وقالت “بتول” 22 عاماً وهي طالبة جامعية لـ “داما بوست” تتنقل يومياً إلى جامعتها عبر السرافيس.. “اليوم كان أفضل من الأمس بكثير، لأنه كان يوجد حافلات كافية تنتظر الركاب في بداية الخط، أمس كان صعب جداً، لأن معظم السرافيس كانت غير موجودة، والتكاسي غالية جداً”.
بدوره، يقول “عمار” 20 عاماً وهو طالب في أحد المعاهد التابعة لجامعة دمشق لـ “داما بوست”.. “الحمد لله عادت الحركة، اعتقدنا أنها ستستمر لأيام لكن اليوم تفاجأنا عندما رأينا الحافلات تنتظر الركاب، صحيح أن الأجرة أصبحت مضاعفة لكنها تبقى أرحم من ركوب التكاسي”.
موازنة القرارات
من جهته، قال “جعفر” وهو أحد سائقي السرافيس لـ “داما بوست” إنه كان من الضروري أن يتم زيادة تعرفة الركوب داخل المدينة بعد رفع أسعار المحروقات، معتبراً إلى أنه على الرغم من هذه الزيادة إلا أنها غير كافية نسبياً بالنسبة للسائقين الذين يتكلفون مبالغ إضافية مضاعفة.
واعتبر “جعفر” أن التسعيرة الجديدة لن يشعر بها المواطن بشكل كبير لكنها تؤثر بشكل كبير على السائقين، الذين استقبلوا قرار رفع تعرفة الركوب بـ “إيجابية” وعاد معظمهم إلى عمله اليومي صبيحة هذا اليوم، مبيناً أن ما حصل بالأمس كان ضرورياً حتى لا يحمل السائقون تكاليف “مُبالغ بها”.
قرارات مفاجئة!
وأصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك مساء الثلاثاء، عدة قرارات رفعت بموجبها أسعار مختلف أنواع المحروقات، المدعوم منها وغير المدعومة، ما أثار موجة انتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول ما سماه البعض بـ “فوضوية” تلك القرارات.
وتسببت تلك القرارات في صبيحة اليوم التالي بأزمة نقل عاشتها معظم المناطق والمحافظات السورية، نتيجة توقف معظم وسائط النقل الداخلي عن العمل، نظراً لانخفاض تعرفة الركوب مقارنةً بتكاليف تعبئة الوقود، إلا أنه تم في وقت لاحق إصدار تعرفة ركوب جديدة في جميع المحافظات تتناسب مع الأسعار الجديدة للمحروقات.