انتهى اجتماع لجنة الاتصال العربية بشأن سورية الذي عقد الثلاثاء في القاهرة، بمخرجات وصفت بالإيجابية لكنها تحمل معها مزيداً من التساؤلات حول مستقبل هذه المحادثات وما إن كانت ستحدث فرقاً ينعكس إيجاباً على سورية، وتحل المعضلات العالقة في مختلف الملفات.
وتمثل الحضور السوري بالوفد الذي ترأسه وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد والذي بحث مع نظرائه السعودي والأردني والعراقي والمصري واللبناني تطورات الأوضاع في سورية، واتصالات أعضاء لجنة الاتصال والحكومة السورية مع الأمم المتحدة والدول الصديقة في إطار الجهود نحو الحل.
وحول أهمية هذا الاجتماعات التي خرجت بتأكيد أطرافها على أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو الحل السياسي، أكد المحلل السياسي “حميدي العبدلله” في تصريح لـ “داما بوست” أن الأهمية الأساسية تكمن في متابعة القرارات السابقة التي تم التوصل إليها في الاجتماعات السابقة لسورية مع الدول العربية، والتي كانت بموافقة سورية.
وأشار “العبدلله” إلى “الأهمية البالغة للوصول لحل بما يخص ملف اللاجئين”، وهو بطبيعة الحال ملفاً يشكل عبئاً كبيراً على الدولة السورية، وفي هذا الإطار كان اجتماع اللجنة قد توصل لخطوات مهمة تم تحديدها ضمن بنود بما يخص ملف اللاجئين، أولها، “توفير الحوافز والتسهيلات التي ستقدم للاجئين العائدين والإجراءات التنسيقية مع الدول المستضيفة لهم، إضافة للعمل على إنشاء منصة لتسجيل أسمائهم، وأن توفر الحكومة السورية المعلومات عن احتياجات المناطق التي ستشهد عودة للاجئين إليها”.
وحول الاجتماعات القادمة، أكد “العبدلله” أن قرار استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية والتي تقرر عقدها في سلطنة عمان قبل نهاية العام كون أن السلطنة هي بلد صديق لسورية.
وكانت سلطنة عمان سلطنة من الدول السباقة بالتواصل العربي مع سورية، وزارها الرئيس الأسد في شهر فبراير/ شباط 2023 والتقى السلطان هيثم بن طارق، ولها دور كبير في المباحثات السورية – العربية ومسارات تقريب وجهات النظر.
وشدد “العبدلله” في حديثه على نتائج الاجتماعات التي نصت على عدم التراجع عما تم الاتفاق عليه في اجتماعات عمّان وجدة، لافتاً إلى أن لجنة الاتصال العربية تسعى لتطويق الضغوط الأمريكية على الدول العربية والتي تؤدي لعرقلة الانفتاح على سورية، مضيفاً.. “قرارات اللجنة في القاهرة وبحضور سورية، والموافقة على هذه القرارات، جميعها عوامل تصب بهذا الاتجاه”.
وفي الختام قرر المشاركون عقد الاجتماع القادم للجنة الاتصال العربية مع وزير الخارجية والمغتربين د. فيصل المقداد في بغداد، وتشكيل فريق اتصال على مستوى الخبراء للمتابعة والإعداد للاجتماع القادم.