تشير معلومات تقرير الطبيب الشرعي إلى أن مقتل قائد فصيل “لواء الجبل”، المدعو “مرهج جرماني”، تمت من خلال طلق ناري من مسافة تتراوح بين 1-1.5 متر، فيما تؤكد المعلومات أن ذوي “الجرماني”، الذي قتل داخل منزله أنهم لم يسمعوا صوت إطلاق للنار نهائيا، الأمر الذي يشير إلى استخدام الجهة المنفذة لـ الاغتيال لـ مسدس مزوداً بـ “كاتم للصوت”.
وتفيد المعلومات التي حصل عليها “داما بوست”،أنهم لم يتم العثور على أي فارغ للطلقة التي قتل بها الجرماني، ما يعني أن الجهة المنفذة حرصت على إخفاء أي دليل قد يفضي إلى معرفة هويتها، وتقول مصادر من السويداء فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن “الجرماني”، يمتلك عدداً كبيراً من الخلافات مع أشخاص من السويداء، وقد تكون العملية مبنية على ثأر شخصي أو تصفية حسابات بين الأطراف المسلحة المختلفة في السويداء.
ويعد “الجرماني”، قائداً لأحد الفصائل غير المنضبطة في السويداء، وكان قد تواجد خلال “الاحتجاجات”، التي تشهدها مدينة السويداء بشكل مستمر مع عناصر من فصيله بحجة “حماية الاحتجاجات”، وهو من الشخصيات التي شاركت في عدة مرات بـ “اختطاف عسكريين”، من الجيش السوري بهدف الضغط على الدولة السورية كلما تم اعتقال أحد المطلوبين من مدينة السويداء أو مناطق الريف التابعة لها.
وطيلة فترة توليه لمنصب “قائد لواء الجبل”، الذي شكله من مجموعة من الشخصيات المطلوبة للدولة السورية بتهم مختلفة، تكتم الجرماني على مصادر التمويل الذاتي لفصيله والأسلحة التي بحوزتهم، وتشير التوقعات إلى أنه من بين الفصائل المرتبطة بـ “الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في فلسطين”، الشيخ “موفق طريف”، ويعرف الأخير بقربه وموالاته لحكومة الكيان الإسرائيلي، حيث شارك مؤخراً في تشييع الضابط في جيش الاحتلال “جلاء إبراهيم”، الذي قتل خلال معارك رفح، وزعم حينها طريف أن الدروز في فلسطين “ولائهم مطلق لإسرائيل”.
الخلافات التي تجمع الجرماني مع خصومه من قادة الفصائل والعصابات المنتشرة في السويداء قد تكون السبب الرئيس في تصفيته، ولا تستبعد مصادر مجتمعية في السويداء أن تكون تصفية “الجرماني”، واحدة من محاولات إشعال السويداء وجرّها نحو الفوضى الأمنية لتحقيق أهداف سياسية من قبل الجهات الداعمة لما يسمى بـ “الحراك السياسي”، والفصائل المسلحة غير القانونية المنتشرة في المحافظة.
ولم يصدر أي بيان من أي جهة عن تحمل مسؤولية مقتل “مرهج جرماني”، كما إن بعض الصفحات المحسوبة على “المعارضة”، بدأت سريعاً بتوجيه الاتهام لـ “الدولة السورية”، بالوقوف وراء مقتل الجرماني، الأمر الذي يؤكد وجود نوايا لإشعال السويداء بعملية مقتله.