الآثار والمتاحف لـ “داما بوست”: خسائرنا بالمليارات بسبب حريق “العمارة”
مصادرنا تؤكد أن ملف التعويضات ما يزال مغلقاً
داما بوست | حسن عيسى
شهد شارع الثورة وسط دمشق في الساعات الأولى من فجر الأحد، حريقاً ضخماً اندلع في أحد المنازل العربية، وامتد إلى سوق “ساروجة” التاريخي، ملحقاً أضراراً مادية كبيرة في عدد من المباني والمحال التجارية، دون أن يخلف ضحايا بشرية.
وتم إخماد الحريق الذي أصاب جزءاً واسعاً من سوق “ساروجة” الذي يعود تاريخه إلى عصور ما قبل الميلاد، كذلك تضررت أجزاءً من “بيت اليوسف” و”بيت خالد العظم” (بيت التراث الدمشقي)، إضافةً إلى احتراق وتدمير أجزاء من قسم “الحرملك” الذي يشغله مركز الوثائق التاريخية.
وأوضح مدير الأبنية في مديرية الآثار والمتاحف “أحمد دالي” لداما بوست.. أن “الضرر الذي لحق بالأبنية التابعة لمديرية الآثار كبيراً جداً، مبيناً أن هناك أجزاءً آيلة للسقوط، لافتاً إلى أنه لا يوجد تقييم أولي للضرر وأن قيمة الخسائر تقدّر بمليارات الليرات”.
وذكر “دالي” أن الوثائق التاريخية لم تتعرض للضرر لأنه تم نقلها بعد كارثة الزلزال من قسم “الحرملك” تمهيداً لتدعيم أساسات المبنى، مبيناً أن أضرار الحريق لحقت بالتجهيزات وأجهزة الحاسوب والتمديدات الكهربائية الخاصة بالمبنيين، وتسببت بخسائر كبيرة.
وفيما يتعلق بعمليات الترميم، أشار “دالي” إلى أن ذلك بحاجة لدراسات أولية وميدانية تعاين الأضرار وتقيّمها، لافتاً إلى إمكانية أن تقدم منظمة “اليونيسكو” دراسة ميدانية أو دعم فني ولوجستي، لكنه استبعد أن تقدّم مبالغ مادية كبيرة في سبيل ذلك.
بدوره أفاد مدير الهندسة في مديرية الآثار والمتاحف “أيمن هاموك” لداما بوست.. بأن “الطابق الأول من مبنى بيت التراث الدمشقي انهار تماماً، باعتباره مكوّن من خشب ولبن، لافتاً إلى أن الصور الجوية أظهرت تضرر قسم كبير من مبنى “بيت اليوسف”.
ولفت “هاموك” إلى أنه لم يتم حتى الآن دخول لجان التقييم إلى المباني المتضررة، وتم تشكيل فريق عمل سيتابع هذا الموضوع خلال أيام، مشيراً إلى أن التقديرات الأولية للأضرار بلغت نحو 5 مليارات ليرة، 4 منها لمبنى اليوسف ومليار ليرة للطابق المنهار في قسم الوثائق التاريخية.
وكشف “هاموك” عن أن المديرية أجرت عمليتي ترميم لمبنى “اليوسف” قبل الحريق، وقدّمت مشروعاً إلى “اليونيسكو” من أجل البدء بمرحلة جديدة، مبيناً أن الأخيرة وعدت حينها بتأمين التمويل اللازم لذلك، وأنه سيتم حالياً إعادة التواصل مع المنظمة لمعرفة إمكانية تقديمها الدعم لترميم الأضرار الناجمة عن الحريق.
أما فيما يخص المنازل التي تعود ملكيتها لجهات خاصة، والتي تضررت بشكل كبير نتيجة الحريق، أفادت مصادر مطلعة لداما بوست.. بأنه لم يتم دراسة تقديم أي تعويض للمتضررين حتى اللحظة، وأن المعنيين في المؤسسات الحكومية ذات العلاقة لم يقدّموا أي توضيحات بشأن ترميم المنازل المتضررة.
وتعرضت أماكن متفرقة من دمشق القديمة ومحيط الجامع الأموي إلى حرائق بشكل متكرر منذ عام 2016، شملت سوق “الحميدية” وسوق “العصرونية” وسوق “الصوف” وسوق “الهال” القديم، وتسببت بأضرار كبيرة في الملكيات العامة والخاصة، دون الكشف عن أسباب واضحة لتلك الحرائق.