تركيا تستنفر وتدعو سوريا للحياد في ظل تصاعد التوتر الإيراني الإسرائيلي
كشفت صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية أن الولايات المتحدة أبلغت تركيا مسبقاً بالهجوم الجوي الإسرائيلي الذي استهدف مواقع داخل إيران فجر الجمعة الماضية، في خطوة تهدف إلى منع أي احتكاك عسكري غير مقصود بين أنقرة وتل أبيب في ظل التداخل الأمني بين البلدين داخل سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مصدرين مطّلعين في تركيا أن واشنطن وجّهت إخطارا سريا إلى السلطات التركية مساء الخميس، أي قبل ساعات من تنفيذ الضربة، ما أتاح للقوات التركية اتخاذ إجراءات احترازية سريعة، من بينها رفع جاهزية سلاح الجو، تجنباً لأي تصعيد غير محسوب.
وبحسب التقرير، عقدت الحكومة التركية سلسلة اجتماعات أمنية رفيعة المستوى لمناقشة سيناريوهات توسع الصراع وامتداده إلى الساحة السورية، في ظل التوتر الإقليمي المتصاعد وتعقيدات المشهد الميداني.
ورجّحت الصحيفة أن تكون الطائرات الإسرائيلية قد عبرت الأجواء السورية والعراقية للوصول إلى أهدافها داخل إيران، وهو ما دفع العراق لتقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي بشأن “الانتهاك الإسرائيلي لسيادته الجوية”.
اقرأ أيضاً: الاشتباك الإيراني – الإسرائيلي في الأجواء السورية
ووفق الصحيفة، أجرى أردوغان اتصالًا مباشراً بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، دعا خلاله دمشق إلى التزام الحياد وعدم الانجرار نحو التصعيد، مشيراً إلى احتمال قيام جماعات مسلحة بشن هجمات داخل الأراضي السورية مستفيدة من حالة الفوضى الإقليمية.
وعقب الهجوم، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالات هاتفية مع عدد من قادة الدول الإقليمية والدولية، بينهم رؤساء الولايات المتحدة، إيران، وروسيا، مؤكداً ضرورة احتواء التصعيد عبر الوسائل السياسية، ومعلناً استعداد بلاده للعب دور الوسيط، لا سيما في ملف إيران النووي.
وتأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه القلق الإسرائيلي من تنامي الدور التركي داخل سوريا، حيث تعمل أنقرة بالتنسيق مع الحكومة السورية الانتقالية على إنشاء قواعد تدريب عسكرية، من بينها قاعدة “T4” الجوية في ريف حمص وتخشى تل أبيب من احتمال نشر أنظمة دفاع جوي روسية متطورة، مثل “S-400″، رغم تأكيد مصادر تركية أن هذا الخيار مستبعد تماماً بسبب الرفض الأميركي القاطع.
اقرأ أيضاً: هرباً من صواريخ إيران: مستوطنون يفرّون عبر البحر إلى قبرص
اقرأ أيضاً: “تل أبيب” تحت النار.. إيران تنفذ أعنف هجوم صاروخي منذ بدء التصعيد