تمكن نحو 40 ألف مصل من أداء صلاة عيد الأضحى في المسجد، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية.
وقالت في بيان صحافي إن الاحتلال فرض إجراءات غير مسبوقة على صلاة العيد وأثناء الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك، مشيرة إلى “ضرب الشيوخ والرجال والنساء والأطفال على الأبواب ومنع الآلاف من المصلين من الدخول”.
ومرت إجراءات الاحتلال بمجموعة من الإجراءات الاحتلالية القمعية ومن أبزرها، إغلاق باب العمود ومختلف أبواب البلدة القديمة في وجه الوافدين إلى البلدة القديمة منذ صلاة الفجر، وإغلاق أبواب القطانين والسلسلة والمجلس من أبواب الأقصى والاعتداء على المصلين بالضرب عندها.
الإجراءات العدوانية القمعية للاحتلال لم تسمح إلا لـ 40 ألفاً فقط من أداء صلاة عيد الأضحى في المسجد الأقصى، وهو الرقم الأدنى منذ انتفاضة الأقصى إذا ما استثنينا عام 2020 الذي شهد قيوداً مشددة تحت ذريعة جائحة كورونا.
واضطر الكثير من المصلين إلى الصلاة في أزقة البلدة القديمة خارج الأقصى، كما واصل المبعدون عن الأقصى إصرارهم ورباطهم بالحضور إلى “طريق المجاهدين” وأداء صلاة العيد عند أقرب نقطة يستطيعون الوصول إليها من المسجد الأقصى.
وقبيل صلاة العيد اقتحمت أعداد كبيرة من قوات الاحتلال المسجد وانتشرت في ساحاته لترهيب المصلين، وبقيت منتشرة فيه إلى ما بعد صلاة العيد، وهو إجراء لم يحصل من قبل إلا في عام 2019 ولمرة واحدة.
وفي رأي العديد من الباحثين فإن هذا التضييق في عيد الأضحى هو الأسوأ على المسجد والمصلين فيه منذ يوم 19-8-2019 الذي كان يوماً فارقاً في تاريخ العدوان الصهيوني على الأقصى إذ شهد اقتحاماً للمستوطنين في نهار العيد حين تقاطع عيد الأضحى مع الذكرى التوراتية المسماة “ذكرى خراب الهيكل”.
وأصر الاحتلال يومها على تمكين المستوطنين من الاقتحام عبر خديعة شارك فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعلن أنه لن يسمح بالاقتحام في يوم عيد الأضحى، لتتولى شرطته إدخال قطعان المقتحمين وحمايتهم بعد انفضاض العدد الأكبر من المصلين، وكانت حصيلة ذلك اليوم عشرات المصابين من المرابطين الذين ثبتوا في الأقصى دفاعاً عنه.
وجاء الفعل الإسرائيلي البارز في نهار يوم عرفة حيث تجولت شرطة الاحتلال بالعلم الإسرائيلي في المسجد الأقصى بعد أن كانت تمنع المستوطنين من إدخاله ورفعه لسنوات.
وحسب شهود عيان فقد شهد نهار “يوم عرفة” السبت الماضي تجول شرطة الاحتلال في المسجد الأقصى ورفع العلم الإسرائيلي في استعراضٍ للسيادة المزعومة عليه، وذلك بعد عقود كانت شرطة الاحتلال تمنع فيها إدخال العلم ورفعه داخل الأقصى خوفاً مما قد يجلبه ذلك من استفزاز ورد فعل.
وبدأت شرطة الاحتلال تغير عملياً إجراءاتها بشأن رفع العلم الإسرائيلي في الأقصى بدءاً من صيف عام 2022، حيث أخذت تحمي المستوطنين الذين يرفعونه وتسمح بغناء النشيد الإسرائيلي “هاتيكفا” بشكل جماعي أثناء رفعه، للتضييق على المصلين واستفزازهم، تحديداً عند أبواب الأقصى الواقعة في الرواق الغربي بتكثيف حركتها خلال توافد المصلين إلى المسجد المبارك.