داما بوست – عمار إبراهيم| تعد التمور والحلويات من أكثر ما يحضر على مائدة الصائمين خلال شهر رمضان حول العالم، كما كان من المفترض أن يندرج على سوريا طبيعة الحال. إلا أن التضخم الاقتصادي المستمر غيّر الكثير من طقوس الشهر الفضيل، وبات تأمين ثلاث حبات تمر للصائم من أصعب الأمور في ظل ارتفاع غير مسبوق لمختلف السلع الغذائية، فأصبحت بديهيات الأيام الرمضانية غائبة، بل وثقيلة على كاهل المواطن، ومعدومة على غالبية موائد السوريين.
وارتفعت أسعار التمر والحلويات الخفيفة في أسواق مدينة حمص إلى أرقام يمكن وصفها “فلكية” قياساً براتب لا يتجاوز 400 ألف في أفضل الأحوال، وسط تكاليف معيشة يقدرها المحللون الاقتصاديون بالملايين.
وفي جولة لـ “داما بوست” في بعض أسواق المدينة، تبين تفاوت كبير في أسعار التمور، بحسب المنطقة وموقع المحل، ما بين بسطةٍ ومركز تجاري كبير، بالإضافة إلى نوع التمر، فتراوحت الأسعار ما بين 17 ألف ليرة ووصل إلى 100 ألف للكيلو الواحد في بعض المحال. يقول عبد الكريم (صاحب بسطة قرب السوق المسقوف بمدينة حمص) إن: “سعر كيلو التمر (الفلت) 20 الف ليرة، كما يوجد نوع آخر مغلف بـ17 ألف ليرة، وهذا ما جعل الإقبال كبيراً على الشراء، فمعظم السكان لا قدرة مالية لديهم لشراء الأنواع ذات الجودة العالية”.
أما في المحال التجارية فقد بلغ سعر كيلو تمر خضري 50 ألف ل.س، و45 ألف للنوع الثاني و75 ألف للنوع الأول، والتمر المجدول نوع أول 50 ألف ليرة، واقترب من حاجز 100 ألف ليرة للانواع المستوردة من العراق والسعودية.
وارتفعت كذلك أسعار الحلويات الخفيفة التي اعتاد السوريون تناولها على المائدة فيما مضى، ليتراوح سعر قرص المعروك السادة ما بين 5- 15 ألف، ورغيف السمسمية 15 ألف، وقرص التمرية 4 آلاف للسادة و6 للمحشية بالتمر أو القشطة.
ويدور الحديث هنا عن أصناف الحلويات المصنفة “خفيفة” وليس عن تلك الفاخرة كحلاوة الجبن والبلورية وغيرها، فالأخيرة قفزت إلى أرقام كبيرة، واقتصر شراؤها على الميسورين مادياً.
واقع دفع الكثيرين من سكان المدينة إلى البحث عن أرخص الأنواع دون الالتفات إلى جودتها، كما قال “أبو نضال” لـ”داما بوست”، ما جعل البسطات ودكاكين الحارات الشعبية الوجهة الأكثر طلباً للمواطنين الذين يشترون أحيانا ً بنصف الكيلو رغم انخفاض أسعار التمر والحلويات المذكورة بسبب ضعف القوة الشرائية.
بينما أشارت منى (ربة منزل) إلى أن ارتفاع أسعار الحلويات والتمر أثر بشكل كبير على توفر هاتين المادتين على المائدة، في الوقت الذي لم نعد قادرين على صنع الحلويات منزلياً كما في السابق بسبب ارتفاع أسعار السكر والزيت والغاز وغيرها.
وكان أمين سر جمعية حماية المستهلك بدمشق عبد الرزاق حبرة، قد أعلن في تصريح صحفي أن ارتفاع أسعار التمور يعود لازدياد الإقبال عليها بشكل عام في فصل الشتاء، وتضاعف الإقبال خلال شهر رمضان، مشيراً إلى أن ذلك دفع التجار لتخزين الكثير من التمور بانتظار شهر رمضان خاصة وأنّ المادة قابلة للتخزين وغير سريعة التلف”، حسب قوله.
وبين “حبزة” أن “التمر المتوفر بالسوق بسعر 18 – 25 ألف ليرة مخزن أو قديم لذلك يباع بسعر منخفض، مشيراً إلى أن كلفة السحور ليوم واحد لعائلة مكونة من خمسة أشخاص تبلغ 100 ألف ليرة، أما بالنسبة لحاجة العائلة شهرياً، تتراوح بين الـ7 – 8 مليون ليرة بين الإفطار والسحور”.
وتقلصت بذلك أصناف المأكولات على المائدة الرمضانية بشكل كبير، مع غياب الأطباق الرئيسية كذلك، من اللحوم والاجبان والألبان وغيرها، ليقتصر إفطار الصائمين على صنفين فقط في أفضل الأحوال في وضع جديد نسف كل طقوس الشهر الفضيل.