داما بوست-متابعة
أكدت أفغانستان أنها لا تعترف بالحدود الغربية للجارة باكستان، (خط ديورند) وهو أمر تتفق عليه حكومة طالبان الحالية والحكومة السابقة التي حاربتها وأطاحت بها الجماعة عام 2021.
وتكمن خطورة التصريح الأفغاني في أن سلطات كابول تعتبر أن “نصف أفغانستان” تقع في الجانب الآخر من الحدود الغربية الباكستانية الأفغانية المعترف بها دولياً، أي داخل الأراضي الباكستانية وصولاً إلى بحر العرب.
وتسمى الحدود الغربية لباكستان مع الجارة أفغانستان “خط ديورند”، نسبة إلى السير البريطاني مورتيمر ديورند، سكرتير الشؤون الخارجية في حكومة الهند البريطانية في ذلك الوقت.
في كانون الثاني الماضي، شددت أفغانستان على عدم وجود “أي حدود رسمية” بين أفغانستان وباكستان، موضحة أنه يوجد “خط افتراضي” فقط بين البلدين.
وقال شير محمد عباس ستانيكزاي، نائب وزير الخارجية في الحكومة الأفغانية المؤقتة، إن كابول لن تعترف بخط ديورند حدوداً مع باكستان.
وقال الملا نور الله نوري خلال زيارة أجراها إلى معبر “تورخام” الحدودي مع باكستان، إن أفغانستان ليس لديها أي حدود معترف بها رسميا مع باكستان، بل خط فرض عليها، وأكد أنه لا قيمة شرعية وقانونية لخط ديورند الذي يعتبر حدودا دولية بين البلدين.
نصف أفغانستان في الجانب الآخر من خط ديورند
واعتبر ستانيكزاي، وهو من الأسماء البارزة في حكومة طالبان، أن المناطق ذات الأغلبية البشتونية على الجانب الآخر من الحدود داخل الأراضي الباكستانية “تنتمي أيضا إلى أفغانستان”.
وأضاف: “نصف أفغانستان” في الجانب الآخر من الخط، وإن السير ديروند “رسم خطاً على قلوب الأفغان”.
بدورها، أعربت وزارة الخارجية الباكستانية عن استيائها من تصريحات ستانيكزاي، وقالت في بيان، إن مثل هذه التصريحات لن تغير الحقائق الجغرافية والتاريخية المستندة إلى القانون الدولي، مشيرة إلى أنه يتعين على الجانب الأفغاني معالجة المخاوف الأمنية “الحقيقية” لباكستان.
ويبلغ طول خط ديورند الممتد بين الحدود الباكستانية الأفغانية على مسافة ألفين و640 كيلومتراً، ويعود تاريخ ترسيمه إلى عام 1893، جراء اتفاق بين حكومة الهند البريطانية والأمير الأفغاني عبد الرحمن خان، وكان الأخير مجبرا خوفاً من تمزق بلاده، ومن غزو بريطاني محتمل لأراضيه.
ويسير الخط مخترقا منطقة بشتونستان، ثم منطقة بلوشستان جنوبا، وقسم قبائل البشتون والبلوش وجماعات عرقية أخرى تعيش على جانبي الحدود.
أنشئ الخط في فترة تنافس بريطاني روسي، وأراد البريطانيون أن تكون أفغانستان ما وراء خط ديورند منطقة عازلة بين مصالح الإمبراطورية البريطانية ونظيرتها الروسية.
وفي عام 1919، تم تعديل الخط عبر اتفاق “راولبندي” بين بريطانيا وأفغانستان لإنهاء الحرب الإنجليزية الأفغانية الثالثة، وورثت باكستان لاحقا الخط بشكله الجديد بعد استقلالها في عام 1947.
ولا يرجح أن تحاول أفغانستان استرجاع أراضيها “المسلوبة” بالقوة، لكن التصريحات المتكررة والتي تعود لسنوات طويلة بين البلدين بشأن الحدود، قد تقود لاحقاً إلى عملية دبلوماسية لترسيم الحدود بين البلدين المسلمين.
وفي مقابل التصريحات الأفغانية، هنالك إصرار باكستاني على الحدود التي ورثتها البلاد منذ الاستقلال، فيما تمتد حدود أفغانستان قبل عام 1893 إلى بحر العرب جنوباً.