عانقت قلعة حلب اليوم زوارها بعد ترميم مدخلها الرئيسي، حيث أعلنت وزارة الثقافة المديرية العامة للآثار والمتاحف عن إعادة افتتاح قلعة حلب أمام الزوار اعتباراً من اليوم وذلك بعد انتهاء أعمال المرحلة الأولى والثانية، من ترميم وتدعيم وإعادة تأهيل البرج المتقدم الجنوبي من قلعة حلب (مدخل القلعة) الذي تأثر بشكل كبير جراء كارثة الزلزال في شباط الماضي والهزات الارتدادية اللاحقة.
وأوضحت الوزارة في إعلانها الذي تلقت داما بوست نسخة منه اليوم أنها بادرت إلى التنبيه بخطورة التصدعات والتشققات التي ظهرت في بنية المدخل بعد الزلزال المذكور، وتم إيقاف الزيارة إلى القلعة تحسباً من أي تداعيات خطيرة على القلعة والزوار، وهذا ما أكدته الاختبارات الدقيقة التي أجرتها المديرية العامة للآثار والمتاحف، بالتعاون مع بعثة اليونيسكو التي زارت حلب بعد الزلزال، وباستخدام أجهزة دقيقة، تبين وجود حركة في المدخل، تتمركز في الدعامات الحاملة للجسر الواصل إلى البرج الجنوبي للمدخل.
ولفتت الوزارة إلى أنه بعد أن أعدت الدراسات اللازمة لأعمال التدعيم والترميم وإعادة التأهيل، والتي تم تدقيقها بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية، التي بادرت إلى تمويل المشروع المذكور، ودفع تكاليف الأعمال التي نفذتها شركة دياري بمنهجية عالية، انتهى العمل قبل أيام.
قلعة حلب المدرجة على لائحة التراث الإنساني من أهم معالم المدينة
وبينت الوزارة في إعلانها أنه تلبية لرغبة المجتمع، ولوجود أعداد كبيرة من الزوار والسائحين في مدينة حلب، تمت إعادة افتتاح القلعة أمام زوارها ومحبيها، بعد استلام الأعمال المذكورة، والتأكد من استطراق المدخل، وأن إمكانية الدخول إليه باتت آمنة، مشيرة إلى أن تدعيم المدخل سيساهم في تسريع وتيرة أعمال التدعيم الإسعافي والطارئ، وأعمال الصيانة والتأهيل لباقي أجزاء القلعة الداخلية التي ستبدأ قريباً.
وفي وقت سابق بينت الأمانة السورية للتنمية في تقرير نشرته في صفحتها على الفيس بوك أن مدخل قلعة حلب المدرجة على لائحة التراث الإنساني يعد من أهم معالم المدينة وأعرقها، إذ بعد أشهر من العمل الدقيق والمتواصل أنهت شركة دياري بتمويل من الأمانة وبالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف والخبراء الاختصاصيين والفنيين الذين راعوا الشروط والمعايير العالمية للترميم الأثري والتراثي أعمال الترميم، والذي كان مهددا بالسقوط نتيجة التشققات والتصدعات التي تسبب بها زلزال السادس من شباط.
وأشارت الأمانة إلى أن عمليات الترميم حافظت على هوية القلعة وخاصة حجارتها وأقواسها بعد أن تمكنت لجان الكشف الهندسي من توثيق الأضرار التي لحقت بمدخل القلعة بشكل دقيق، والتي تسببت بإغلاقها نتيجة الخطر الذي كان يشكله واقع مدخلها على الزوار، حيث توافق أفراد المجتمع المحلي خلال ورشة أُقيمت في وقت سابق في منارة حلب القديمة على ضرورة وأولوية الترميم للمدخل لما تمثله من رمزية تاريخية كأهم المعالم التراثية في سورية.