معركة الشتاء: كيف يقاوم سكان ريف حمص نار الأسعار والوقود المفقود؟
يشهد ريف حمص هذا العام موسماً قاسياً للتدفئة، حيث يقف السكان أمام تحديات معيشية صعبة عنوانها الارتفاع غير المسبوق في أسعار الحطب، المادة الأساسية للتدفئة، وغياب البدائل.
يُلخِّص عمر شريتح، أحد تجار الحطب الذي تحدث لـ نورث برس، الوضع بقوله: “في بداية الموسم كنت أبيع الكيلو بين 1300 و1500 ليرة، اليوم أقل سعر صار 2000 ليرة”.
هذا الارتفاع الحاد دفع بالإقبال إلى مستويات “ضعيفة جداً”، وفقاً للتاجر عدي الشيخ الذي أوضح أن العائلات التي كانت تشتري طنين أو ثلاثة أطنان، تكتفي اليوم بـ 100 أو 200 كيلوغرام فقط.
أسباب الأزمة: تكاليف النقل وغياب الدعم
يعزو التجار ارتفاع الأسعار إلى عوامل متعددة، أبرزها ارتفاع تكاليف النقل الباهظة لجلب الحطب من مناطق بعيدة، بالإضافة إلى نقص مصادر التوريد وغلاء أسعار الوقود الضروري للنقل.
وتؤكد الشهادات غياب أي دعم حكومي أو بدائل متاحة لتخفيف الضغط عن السوق.
خيارات محدودة ومعادلة صعبة
طوال سنوات الحرب، اعتمد سكان المنطقة على التدفئة البدائية بسبب الحصار والفقر وانقطاع الطاقة. أما اليوم، فالخيارات ضيقة جداً في مواجهة الغلاء:
الحطب: أصبح سعره خياراً بعيد المنال. يقول فايز فطراوي من الرستن للموقع نفسه: “صرنا نشتري بالكيلو وغالي سعره… نجيب أكل وشرب ولا نشتري حطب؟” وهو صاحب راتب 200 دولار وعائلة من سبعة أفراد.
المازوت والكاز: متوفران بشكل متقطع وبأسعار مرتفعة.
البدائل الخطرة: اضطر الأهالي لاستخدام مدافئ يدوية الصنع تعمل على أي مادة قابلة للاحتراق، مثل البلاستيك وبقايا الأقمشة، رغم مخاطرها الصحية.
أزمة معيشية تتفاقم
يصف طلال أبو وليد من مدينة تلبيسة الحال بـ “القاسي جداً”، مشيراً إلى أن العائلة تحتاج طناً ونصف على الأقل للتدفئة، وهو ما لا يتناسب مع دخل الفرد.
كما أن بعض العائلات لم تتمكن حتى الآن من تركيب مدافئها بسبب ضيق الحال.
في الختام، يشير التقرير إلى أن الأزمة الاقتصادية عمّقت من معاناة الأسر، حيث تشير تقييمات (World Bank) لعام 2024 إلى أن نحو 69% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر
مع تأكيد دراسة (UNDP) أن ما يقارب تسعة من كل عشرة مواطنين يعيشون تحت خط الفقر اليوم.
أمام هذا الواقع، يجد سكان ريف حمص الشمالي أنفسهم مقبلين على شتاء هو “الأقسى منذ سنوات”
كما جاء في التقرير، حيث يهدد ارتفاع التكاليف وغياب الدعم آلاف الأسر التي تكافح لتأمين الحد الأدنى من الدفء لأطفالها.
اقرأ أيضاً:الشتاء في سوريا 2025 – فجوة التدفئة والدخل تتسع
اقرأ أيضاً:أزمة التدفئة في دمشق وريفها تتصاعد مع بداية الشتاء… أسعار المازوت ترهق الأهالي