دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، سوريا إلى اتخاذ ما أسماه “قرار يسمح بعودة ملايين اللاجئين السوريين إلى بلادهم” بعد جمود في مسار التطبيع بين دمشق وأنقرة، مشيرا إلى أن روسيا تقف على الحياد إزاء ملف استئناف العلاقات بين سوريا وتركيا.
وقال فيدان في مقابلة مع قناة “أ خبر” (A Haber) التلفزيونية المحلية: “هناك مسألة أساسية: يجب على سوريا الآن أن يتخذ قرارا بشأن إعادة نحو 10 ملايين سوري يعيشون في الخارج إلى وطنهم”.
وشدد على ضرورة اتخاذ بعض الخطوات اللازمة للتوصل إلى حل في المسألة السورية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن سوريا “تواجه حاليا تأثيرات التوسع الإسرائيلي في المنطقة بشكل لم يسبق له مثيل”، مشيراً إلى أن وتيرة الضربات زادت بعد الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة.
وتطرق وزير الخارجية التركي إلى مسار التطبيع المتعثر مع دمشق ودور روسيا التي تعد حليفاً رئيسيا لسوريا، مشيراً إلى أن موسكو تقف على الحياد إزاء هذا الملف.
اقرأ أيضاً: صباغ: التطبيع بين دمشق وأنقرة غير ممكن حتى تسحب تركيا قواتها
وقال فيدان: “إذا أرادت حكومة دمشق اتخاذ خطوات بشأن بعض القضايا الحاسمة، فلا أعتقد أن الروس سيقولون لا، لكنني لا أعتقد ولا أرى أن الروس سيمارسون ضغوطا كبيرة على دمشق لاتخاذ هذه الخطوات”.
وأضاف: “بصراحة، يبدو أنهم (الجانب الروسي) محايدون بعض الشيء بشأن هذه القضية”.
وجاءت تصريحات فيدان بعد أيام من كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن توقف عملية التفاوض بين تركيا وسوريا على خلفية اختلاف في مواقف الطرفين إزاء الوجود العسكري التركي في شمال غرب سوريا، وذلك على الرغم من زعم أنقرة تكثيف جهودها خلال الأشهر الأخيرة بهدف تطبيع العلاقات مع دمشق.
وكان أردوغان الذي أعلن في أكثر من مناسبة عزمه على اللقاء مع الرئيس الأسد في تركيا أو بلد ثالث، كشف في تصريحات صحفية في نهاية شهر تشرين الأول الماضي عن طلبه من نظيره الروسي فلاديمير بوتين المساعدة في ضمان التواصل مع سوريا من أجل تطبيع العلاقات بينهما.
اقرأ أيضاً: مصادر سورية: لا ضمانات بشأن سحب تركيا لقواتها.. ولا جديد في تصريحات لافروف
ولفت الرئيس التركي إلى أن “تأثير روسيا على الحكومة السورية معروف”، متسائلاً: “هل سيطلب السيد بوتين من الرئيس الأسد اتخاذ هذه الخطوة؟ لندع الوقت يجيب على ذلك”.
يشار إلى أن العلاقات بين سوريا وتركيا شهدت مرحلة مزدهرة، قبل الأزمة تكللت بلقاءات عائلية بين الرئيسين الأسد وأردوغان، إلا أن العلاقات تدهورت بشكل غير مسبوق في تاريخ البلدين، على خلفية احتلال تركيا لأراض سورية، ودعم أنقرة التنظيمات المسلحة التي تثير الفوضى والعنف ضد سوريا.
تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر