التربية ليست طاعة عمياء: كيف تضع الحدود وتقوّي شخصية طفلك بدلاً من إلغائها؟

تحذير للمربّين: متى يتحول “التهذيب” إلى “كسر شخصية” طفلك؟

الاختصاصية إيمان بونقطة تكشف الفروقات الجوهرية بين تعليم السلوك الحسن وسحق الإرادة.. التربية ليست تدريباً على الطاعة العمياء!

في خضم التحديات اليومية لتربية الأبناء، قد يختلط على الآباء والأمهات الفرق بين تأسيس الانضباط الصحي وبين إطفاء شرارة الشخصية داخل الطفل. متى يصبح طلب “الجلوس بهدوء” أو “عدم المقاطعة” كبتاً وحجباً للرأي؟ ومتى نتحول، دون قصد، من مربّين حقيقيين إلى مجرد “مروّضين”؟

التهذيب الحقيقي: احترام لا خوف
توضح الاختصاصية أن التهذيب الحقيقي ليس هدفاً يُطلب بحد ذاته، بل هو عملية تعليمية تقوم على الاحترام المتبادل. الطفل المُهذّب لا يتصرف بشكل جيد لأنه خائف من العقاب، بل لأنه يفهم أثر تصرفه، ويتعلم كيف يُدير مشاعره ويعبّر عن نفسه ضمن حدود آمنة وصحية. الهدف هو تقوية الشخصية، وليس إلغاؤها.

علامات “كسر الإرادة” الخفيّة
تبدأ عملية كسر الإرادة وسحق الرأي عندما نمنع الطفل من التعبير عن نفسه بشكل متكرر، وتحديداً في المواقف التالية:

منعه من الاعتراض أو إبداء الرأي، والاكتفاء بالطلب منه أن “يسكت لأن الكبار يتحدثون”.

الاستهزاء بمشاعره أو توبيخه حين يبكي أو يغضب.

إجباره على مشاركة ألعابه أو الاعتذار رغمًا عنه.

تهديده بسحب الحب أو القبول إذا لم “يُحسن التصرف” أو يُظهر الخضوع التام.

هذه الأساليب، وفقاً للاختصاصية، لا تبني الانضباط، بل تزرع في الطفل الشعور بالدونية وتشكك في قيمته الذاتية.

بوصلة التربية: كيف تضبط دون أن تكسر؟
يجب أن تقوم العلاقة بين المربي والطفل على التوازن. وإليكِ قواعد ذهبية للتهذيب الصحيح:

أنصِت أولاً: امنحي طفلك الشعور بأنه مسموع قبل إصدار التوجيهات.

اضبط السلوك.. لا المشاعر:

لا تقولي “لا تبكِ”، بل اعترفي بمشاعره أولاً: “أنا معك، وسنتحدث عن المشكلة بعد أن تهدأ”.

الثبات بالحنان:

ضعي الحدود بوضوح، لكن بلمسة حانية. “لن أسمح بضرب أختك، لكن قل لي ماذا أزعجك لأني أهتم بما تشعر به”.

علميه “لا” بأدب:

يجب أن يتعلّم الطفل أن يقول “لا” بأدب في بيئته الآمنة (البيت)، حتى يعرف كيف يستخدم هذه الكلمة لحماية نفسه خارجاً.

التربية ليست معركة تُربح بالطاعة المطلقة، بل هي علاقة تُبنى ليتسلح الطفل بالكرامة والشخصية القوية ليواجه العالم. التهذيب يُقوّي الشخصية، ولا يلغيها.

إقرأ أيضاً : فخ الكمال والـ “نعم” الأبدي: هل تربّي طفلك على إرضاء الجميع؟

إقرأ أيضاً : بين الحماية والحرية: مفتاح الأمومة الحكيمة لبناء شخصية طفل مستقلة.

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.