وقفة احتجاجية في رأس العين تطالب بدعم الزراعة
شهدت مدينة رأس العين بريف الحسكة الخاضعة لسيطرة الفصائل المدعومة تركياً، اليوم الخميس 16 تشرين الأول، وقفة احتجاجية نظمها عدد من المزارعين والمهتمين بالشأن الزراعي أمام دوار الجوزة، للمطالبة بدعم القطاع الزراعي وتحسين أوضاع الفلاحين، في ظل تراجع متسارع يهدد استقرار الإنتاج المحلي.
ورفع المشاركون لافتات دعت إلى تأمين المحروقات والبذور والأسمدة بأسعار مدعومة، وصيانة شبكات الري المتضررة، إلى جانب تفعيل دور الدوائر الزراعية الرسمية في الإشراف والدعم، مؤكدين أن غياب المؤسسات الفاعلة جعل الفلاحين يواجهون مصيرهم بمفردهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة.
الزراعة في خطر
قال المهندس عبد العزيز مطر، منظم الوقفة، إن “الزراعة في المنطقة تراجعت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة نتيجة الإهمال وغياب الدعم الحقيقي للفلاحين”، موضحاً أن الأسعار أصبحت تحت سيطرة التجار في ظل غياب الرقابة من الجهات المعنية.
وأضاف مطر أن الهدف من الوقفة هو إيصال صوت الفلاحين والمطالبة بتحسين واقع الزراعة من خلال تأمين مستلزمات الإنتاج بأسعار مناسبة، وتفعيل مؤسسات الدولة للقيام بدورها في تنظيم ودعم القطاع الزراعي. وأشار إلى أن الزراعة في رأس العين تواجه “خطر الانهيار إذا استمر هذا الإهمال”، مؤكداً أن المزارعين “لا يطلبون سوى الحد الأدنى من الدعم لضمان بقاء أراضيهم منتجة”.
من جانبه، قال المزارع إسماعيل الشيخ إن الفلاحين لم يعودوا قادرين على تحمّل تكاليف الزراعة المرتفعة في ظل غياب أي دعم فعلي. وأضاف أن كثيرين اضطروا إلى تقليص المساحات المزروعة هذا الموسم خوفاً من الخسارة، معتبراً أن الزراعة التي كانت “مصدر رزق مستقر لأغلب الأهالي، تحولت اليوم إلى عبء ثقيل”، لافتاً إلى أن معظم المزارعين يعتمدون على الديون لتأمين مستلزمات عملهم.
وعود محدودة بالدعم
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم المجلس المحلي في رأس العين، زياد ملكي، إن إمكانيات المجلس “محدودة ولا تسمح بتغطية المساحات الزراعية الواسعة في المنطقة”، موضحاً أن المجلس يسعى لتأمين بذار مدعوم بالتعاون مع مديرية الزراعة التركية في حال التوصل إلى اتفاق، بما يخفف جزءاً من الأعباء عن الفلاحين.
وأضاف ملكي أن المجلس يعمل أيضاً على توفير معدات وجرارات زراعية بأسعار رمزية لتسهيل عمل المزارعين وتمكينهم من استغلال أراضيهم بشكل أفضل، مشيراً إلى مساعٍ لفتح المصرف الزراعي السابق بالتعاون مع الحكومة السورية “في حال توفرت الإمكانيات”، لما لذلك من أهمية في دعم الزراعة وتوفير التمويل اللازم للمزارعين.
وتعتمد مدينة رأس العين بشكل رئيسي على القطاع الزراعي كمصدر أساسي للرزق، ما يحدّ من تنوع فرص العمل في المنطقة. كما أدى ضعف البنية التحتية والخدمات وغياب الاستثمارات إلى تراجع القدرة الشرائية للسكان وزيادة معاناتهم الاقتصادية.
اقرأ أيضاً:المصرف الزراعي يغلق أبوابه: قطاع الزراعة في سوريا يتهاوى تحت عبء تجميد القروض