أجرى علماء بريطانيون تجربة ناجحة لتحرير جينات الدجاج بواسطة أداة قوية تسمى “كريسبر – كاس 9″، بهدف منع انتشار فيروس إنفلونزا الطيور بين الطيور والبشر.
وأظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة “اتصالات الطبيعة” أن الدجاج المعدل وراثياً كان أقل عرضة للإصابة بالفيروس وأقل قدرة على نقله إلى طيور أخرى.
وأوضح الباحثون أن هذه التقنية يمكن أن تساهم في حماية صحة الدواجن والبشر، خاصة في ظل المخاوف من أن يتحول فيروس إنفلونزا الطيور إلى وباء عالمي.
وتعتمد التقنية على تغيير جزء من الحمض النووي للدجاج يسمى “ANP32A”، وهو بروتين يستخدمه الفيروس للتكاثر داخل الخلايا، وبالتالي فإن تحرير هذا الجزء يحد من قدرة الفيروس على الانتشار.
وأجرى العلماء التجربة على 10 دجاجات معدلة جينيا و10 دجاجات طبيعية، وعرضوهم لسلالة من فيروس إنفلونزا الطيور، وبعد 18 ساعة فحصوا مستوى الفيروس في أعضاء الطيور.
وكشفت الفحوصات عن أن تسعة من كل 10 دجاجات معدلة جينيا لم تصب بالعدوى، بينما أصاب الفيروس جميع الدجاجات غير المعدلة، كما اكتشف العلماء أن كمية الفيروس في دم وأعضاء الدجاج المصاب المحرر جينيا كانت أقل بكثير من المستوى المعتاد.
ولزيادة صعوبة التحدي، أعاد العلماء التجربة مع جرعة أكبر من الفيروس، وفي هذه المرة أصاب الفيروس خمسة من كل 10 دجاجات معدلة جينياً لكنه لم يظهر في دمائهم، كما انخفض احتمال نقله إلى طائر آخر من 100% إلى 25%.
وأشار الباحثون إلى أن تقنية تحرير جينات الدجاج تقدم حلاً فعالا للحد من انتشار إنفلونزا الطيور، خصوصاً مقارنة بالطرق التقليدية مثل التطعيم أو استخدام المضادات الحيوية، لافتين إلى أن هذه التقنية لها فائدة إضافية في حماية صحة البشر، حيث تقلل من خطر انتقال الفيروس من الدجاج إلى الإنسان.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور مايك ماكجرو، الباحث الرئيسي في معهد روزلين بجامعة إدنبرة: “إن إنفلونزا الطيور تشكل تهديداً كبيراً لمجموعات الطيور، يطرح التطعيم ضد الفيروس عددا من التحديات، مع وجود مشكلات عملية وتكلفة كبيرة مرتبطة بنشر اللقاح”.
وأضاف ماكجرو: “يوفر التعديل الجيني طريقاً واعداً نحو مقاومة دائمة للأمراض، والتي يمكن أن تنتقل عبر الأجيال، ما يحمي الدواجن ويقلل المخاطر التي يتعرض لها البشر والطيور البرية”.