وحدة سوريا على المحك: الأقليات ترفض الاندماج وتطالب بالاستقلال

تواجه حكومة رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع تحديًا كبيرًا يتمثل في الحفاظ على وحدة البلاد، رغم تحقيقها انتصارات دبلوماسية كبيرة.

فبعد تسعة أشهر من توليه السلطة، تزداد المطالبات بالاستقلال من قبل الأقليات، وسط مخاوف من العنف الطائفي الذي قد يؤدي إلى تقسيم البلاد.

غضب الأقليات واشتعال الصراع الطائفي

زارت وكالة “رويترز” معاقل الأقليات في سوريا، ونقلت عن سكانها وقادتها غضبهم من إدارة الشرع، خاصةً بعد اندلاع أعمال عنف طائفية.

1- الدروز في السويداء: يطالب الدروز بالاستقلال بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية.

وقال شيخ الطائفة الروحي، حكمت الهجري، إنه يشعر بأنهم يُدفعون نحو التقسيم، وشكر إسرائيل على تدخلها بعد مهاجمتها لقوافل للجيش في المنطقة.

2- الأكراد في الشمال الشرقي: تقاوم القوات الكردية الاندماج في الدولة وتطالب بدستور جديد يضمن حقوقها.

كما يتعثر تنفيذ اتفاق توسطت فيه واشنطن، والذي يمنح الحكومة المركزية السيطرة على أصول النفط والغاز، بسبب عدم كفاية حماية حقوق الأقليات في الدستور المؤقت.

3- العلويون في الساحل: يشعر العلويون بالخطر على بقائهم بعد مذبحة مارس، حيث قُتل مئات المدنيين على يد مسلحين سُنة تابعين للحكومة.

وأعرب السكان عن خوفهم من المستقبل، وقال البعض إنهم يتغيبون عن الدراسة الجامعية لتجنب المضايقات والانتهاكات الطائفية.

جهود المصالحة والتحالفات الناشئة

تعهد أحمد الشرع بمعاقبة المسؤولين عن الفظائع في السويداء، وأعلنت السلطات اعتقال عناصر من وزارتي الداخلية والدفاع على صلة بعمليات القتل.

ومع ذلك، لا يزال التقدم في جهود المصالحة ضئيلاً. وقد بدأت “تحالفات فضفاضة” للأقليات في الظهور، بدعم من “إسرائيل”.

في الشهر الماضي، اجتمع 400 ممثل عن الأقليات (أكراد، علويون، دروز) في مدينة الحسكة لمناقشة فكرة دولة سورية لامركزية.

وخلال الاجتماع، قال الزعيم الروحي للعلويين، غزال غزال، إن حكومة الشرع تفرض أيديولوجية متطرفة باسم الدين، مما يهدد بقاء الأقليات.

من جانبه، أكد عبد الوهاب خليل، عضو مجلس قوات سوريا الديمقراطية، أن قيادته تدعم التكامل مع الحكومة المركزية “على أساس شراكة حقيقية واعتراف دستوري”

تهديد تركي وعقوبات أمريكية

كشف مسؤول سوري رفيع المستوى أن تركيا، الداعمة القوية لحكومة الشرع، بدأت تفقد صبرها وستدعم العمل العسكري ضد الأكراد.

وأشار إلى أن دمشق طلبت من أنقرة تأجيل أي هجوم عسكري لإتاحة الفرصة للمفاوضات، وأن الموعد النهائي هو “حتى نهاية العام”

الشرع يحقق انتصارات دبلوماسية

على الصعيد الدبلوماسي، حقق الشرع انتصارًا كبيرًا عندما نال اعترافًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو، مما أدى إلى رفع معظم العقوبات على سوريا.

ومن المتوقع أن يلقي الشرع كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، للمرة الأولى لزعيم سوري منذ 60 عامًا.

لكن المحلل أندرو تابلر، من معهد واشنطن، حذر من أن الشرع قد يبدد رصيده السياسي إذا لم يقم بمصالحة حقيقية مع الأقليات، وأن عليه تقديم “تنازلات سياسية حقيقية” إذا أراد السيطرة على كامل البلاد

 

إقرأ أيضاً: تقرير أمريكي: الحمزات والعمشات خارج الحكومة الانتقالية بدعم تركي

إقرأ أيضاً: تصاعد حوادث الاختطاف والتشليح في سوريا وسط فلتان أمني متزايد

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.