جرمانا: حاويات القمامة.. مرآة فشل السلطة في إدارة الخدمات الأساسية

لم تعد أكوام القمامة المتناثرة في شوارع مدينة جرمانا مجرد مشهد غير لائق، بل تحولت إلى رمز صارخ لانهيار الخدمات الأساسية وتآكل سلطة الدولة في توفير أبسط متطلبات الحياة لسكانها.

فمنذ اليوم الأول لسقوط النظام السابق، أصبحت أزمة النفايات واقعًا يوميًا يهدد الصحة العامة ويشي بإخفاق مؤسسي عميق

انتشار القمامة في شوارع جرمانا وغياب الحكومة السورية

أزمة خدمات كمرآة لفشل مؤسسي

يشير الواقع في جرمانا إلى أن مشكلة النفايات لا تكمن في قلة الموارد فحسب، بل في غياب الإرادة والمسؤولية من قبل الجهات المحلية.

وتؤكد شهادات السكان أن الشكاوى المتكررة إلى بلدية جرمانا لم تجد أي استجابة، مما دفع بعض الأهالي إلى القيام بجهود فردية لتنظيف محيط منازلهم ومحالهم التجارية.

هذا الإهمال المستمر دفع أحد السكان للتعبير عن خوفه من أن تتحول هذه “البؤر” إلى مصدر لتفشي الأوبئة، في ظل بيئة تعاني من ضعف شديد في البنية التحتية الصحية

انتشار القمامة في شوارع جرمانا وغياب الحكومة السورية

النفايات… من مشهد عابر إلى خطر صحي وأمني

تتجاوز الأزمة البعد الجمالي لتصل إلى مستويات خطيرة على صحة المواطن.

فوفقًا لأطباء مختصين، فإن تراكم النفايات المكشوفة قد يفتح الباب لانتشار أمراض خطيرة مثل التيفوئيد، الليشمانيا، والملاريا، إضافة إلى الأضرار المباشرة على الجهاز التنفسي بسبب الروائح الكريهة.

هذا التدهور البيئي يشكل خطرًا كامنًا، ليس على الصحة فحسب، بل على استقرار المجتمع، حيث يساهم في تأجيج حالة الإحباط الشعبي وفقدان الثقة في قدرة السلطة على إدارة شؤون البلاد

حلول غائبة في ظل أزمة مستدامة

في ظل هذه الفوضى، يطالب سكان جرمانا بحلول مستدامة، تتمثل في إعادة التوزيع المدروس لحاويات القمامة، وزيادة وتيرة عمليات الجمع اليومي، ومواجهة ظاهرة “النباشين” التي تزيد من تلوث الشوارع.

إلا أن هذه المطالب البسيطة تبدو بعيدة المنال في ظل استمرار الأزمة التي لا تقتصر على جرمانا وحدها، بل تعكس واقعًا مؤسسيًا مهتزًا على مستوى البلاد، حيث أصبحت القمامة المتراكمة رمزًا لأزمة حكم مستعصية على الحل.

 

إقرأ أيضاً: أزمة مياه في مدينة حمص: تفاقم المشاكل والحلول الممكنة

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.