الطاقة الشمسية في سوريا… حل من رحم المعاناة.
من رحم المعاناة التي خلفتها الحرب في سوريا، ونتيجة للتدهور الممنهج لقطاع الكهرباء والبنية التحتية، برزت الطاقة الشمسية كحلٍ بديلٍ وضروري يضيء حياة السوريين.
ومع الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، بات الأهالي يعتمدون على حلول مبتكرة لمواجهة الظلام، من المولدات الخاصة إلى أنظمة الطاقة الشمسية التي تحولت من رفاهية إلى حاجة ملحة.
كيف تعمل أنظمة الطاقة الشمسية في سوريا؟
تتكون أنظمة الطاقة الشمسية من مجموعة من الأجزاء الأساسية التي تعمل بتناغم لتوفير الكهرباء.
1- تبدأ العملية بالألواح الشمسية التي تمتص أشعة الشمس وتحولها إلى طاقة كهربائية.
2- يقوم جهاز الشحن (الشارج) بتنظيم تدفق هذه الطاقة نحو البطاريات التي تخزنها للاستخدام في الأيام الغائمة أو خلال الليل.
3- أخيرًا يحوّل جهاز “الإنفيرتر” الطاقة المخزنة إلى تيار كهربائي مناسب لتشغيل الأجهزة المنزلية المختلفة، مثل شواحن الهواتف، والمراوح، وحتى الثلاجات الصغيرة.
تختلف كفاءة هذه الأنظمة حسب جودة المكونات المستخدمة وعدد الألواح وقدرة البطاريات، مما يجعلها متاحة بتكلفة متفاوتة تتناسب مع القدرة المالية للأهالي.
فوائد ومخاطر.. وجهان لعملة واحدة
أتاحت الطاقة الشمسية للسوريين فوائد لا تُحصى، فقد وفّرت لهم مصدرًا مستدامًا للكهرباء يمكنهم التحكم به بشكل كامل، بعيدًا عن جداول التقنين المملة، كما مكّنتهم من تشغيل الأجهزة الأساسية، ووفرت لهم إمكانية نقل النظام بسهولة، مما ساعد العائلات النازحة على الاستفادة منها خلال تنقلاتها.
ومع ذلك، لا تخلو هذه الأنظمة من تحديات كبيرة، أبرزها التكلفة الباهظة لمكوناتها التي تُعد عائقًا رئيسيًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، كما أن جودة المكونات المتوفرة في السوق غالبًا ما تكون متفاوتة، ما يجعلها عرضة للأعطال، ويقلل من كفاءتها خاصةً في فصل الشتاء.
الأمر الأكثر خطورة هو الاستخدام غير الآمن للبطاريات. فقد حذر خبراء من أن البطاريات الرخيصة أو مجهولة المصدر يمكن أن تنفجر أو تتسبب في حرائق، خاصةً عند الشحن الزائد أو سوء التخزين. كما أن التخلص العشوائي من هذه البطاريات المستهلكة يشكل كارثة بيئية، حيث تتسرب موادها السامة إلى التربة والمياه، ما يهدد صحة الإنسان والبيئة على المدى الطويل.
على الرغم من كل هذه التحديات، تظل الطاقة الشمسية في سوريا بصيص أمل يضيء حياة الآلاف من العائلات، ويساعدهم على مواصلة حياتهم اليومية بأقل الإمكانيات المتاحة.
إقرأ أيضاً: تحركات لإعادة هيكلة قطاع الطاقة في سوريا
إقرأ أيضاً: وزارة الطاقة تمنح مهلة لمشاريع كهربائية صغيرة