تواصل “قوات سوريا الديمقراطية” “قسد” نقل تعزيزات أمنية وقتالية إلى مناطق شرق الفرات، وسط مخاوف من تزايد هجمات فصيل “جيش العشائر”، الذي يقوده شيخ قبيلة العكيدات “إبراهيم الهفل”، ضد نقاطها.
شبكة “داما بوست” تواصلت مع مصادر إعلامية مقربة من “قسد”، والتي أكدت من جانبها أن التعزيزات القتالية تشمل عناصر من “الكوماندوس”، المشكل من مقاتلين غالبيتهم من الأكراد ويقوده شخصيات غير سورية تنتمي لمنظمة حزب العمال الكردستاني الموضوعة على لائحة التنظيمات الإرهابية من قبل مجموعة كبيرة من الدول على رأسها سوريا، كما إن هذه التعزيزات تشمل عدداً كبيراً من الطائرات المسيرة المسلحة والانتحارية، إضافة إلى المدفعية الثقيلة والهاون، في حين أن “قسد” ستقلل من اعتمادها على العناصر المتحدرين من الريف الشرقي لدير الزور في النقاط القريبة من نهر الفرات، بحجة أن هذه العناصر لا ترغب بقتال “جيش العشائر”، وتنسحب بشكل فوري.
ويتم نقل التعزيزات من مناطق “تل بيدر – الحسكة – الشدادي – ريف الرقة الشرقي”، وذلك بهدف زيادة تعداد العناصر المتواجدين ضمن نقاط التماس المباشر في إشارة إلى نهر الفرات الذي تعد النقاط القريبة منه أكثر المناطق التي يهاجمها فصيل “جيش العشائر”، وتحاول “قسد” زيادة قدراتها في النقاط التي تقع في ريف دير الزور الغربي والشرقي في الوقت نفسه، للحد من حجم خسائرها في الاشتباك مع العشائر.
وعلى الرغم من التعزيزات الأمنية والقتالية التي تنشرها “قسد” في المنطقة، فإن مصادر عشائرية تقلل في حديثها لـ داما بوست من أهمية هذه الإجراءات أو قدرتها على التأثير على هجمات “جيش العشائر”، الذي يعتمد على عمليات سريعة وضربات مركزة على نقاط يتم دراستها ومعرفة مدى قوتها قبل البدء بالهجوم، كما إن معرفة “جيش العشائر”، بالمناطق التي تتواجد فيها نقاط “قسد”، من حيث الطبيعة الجغرافية والطرقات تساعد على توجيه ضربات موجعة لـ “قسد” التي تتكتم على حجم خسائرها في حرب الاستنزاف التي تخوضها مع “جيش العشائر”.
وتنفي المصادر العشائرية وجود أي نوع من المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة مع “قسد” أو “التحالف الدولي” حيال مناطق شرق الفرات، مشيرة إلى أن القوات الأمريكية منحازة بشكل كامل لـ “قسد” وتقدم الدعم العسكري المباشر لها، وبالتالي لا يوجد أي أرضية لإقامة مفاوضات مع “قسد”، ولن تتوقف عمليات “جيش العشائر”، إلا بانسحاب “قسد” وخاصة مجموعات الكردستاني التي تعرف باسم “مجموعات قنديل”، من دير الزور، وذلك في إشارة إلى جبل قنديل في إقليم شمال العراق الذي تتخذ منه منظمة “الكردستاني”، مقراً أساسياً لها.
يذكر أن “قوات سوريا الديمقراطية” تقوم بإنشاء أبراج مراقبة على امتداد نهر الفرات بريف دير الزور والرقة وذلك بهدف إقامة “حدود الأمر الواقع”، التي تريدها بحجة تأمين مناطق ما تسميه بـ “الإدارة الذاتية الكردية”، من أي هجمات خارجية وفقاً لتعبيرها.