“إسرائيل” إلى الوراء در.. جيش الاحتلال أفرغ كل ما في جعبته العسكرية في الحرب

داما بوست- خاص

ليس بمقدور جيش الاحتلال الإسرائيلي فعل أكثر مما قدمه من مجهود عسكري فاشل أمام المقاومات في المنطقة، وليس بوسعه فعل شيء في الحرب التي خسرها ميدانياً وعسكرياً سوى بقتل المزيد من الأطفال والنساء في الأماكن التي يعلنها آمنة، أو في صلواتهم أثناء الفجر على حين غفلة، وهذا هو الخسران المبين في أرض المعركة.

وتعيش “إسرائيل” اليوم تهديداً وجودياً لم تعرفه من قبل، ما دفعها للشيطنة وإخراج عدوانيتها دفعة واحدة، فما واجهته من مقاومة، وما عانته في مواجهة حزب الله وإيران في هذه الفترة أعطاها فكرة عن كيف ستأتي النهاية.

ومن يعود للتاريخ يتأكد أن حروب “إسرائيل” مع قوات غير نظامية لم تنته أبداً بانتصار حاسم، منذ الثمانينيات، وتضاءلت قدرتها على الردع، كما يتضح من استعداد حماس لخوض حرب متكررة ضد “إسرائيل” منذ عام 2008، وبدلاً من النصر الحاسم والردع الفعال، أصبحت “إسرائيل” تعتمد بصورة متزايدة على التدابير الدفاعية، الجدران، والأسوار، وأنظمة الإنذار المبكر عالية التقنية.

همروجة “النصر الكامل”، التي يتغنى بها نتنياهو، ويعد بها جمهوره لن تتحقق على الإطلاق في غزة، ولا في الشمال ضد حزب الله، ولا مع إيران التي كسرت كل الخطوط باستهداف الكيان بصواريخها ومسيراتها، ويبدو أن استعادة قدرة “إسرائيل” على الردع هدف الكيان، لكنه ليس قريب المنال، فقد سقطت معادلة الردع، وهيهات أن تسترجعها “إسرائيل”.

الكيان الصهيوني بات في وضع صعب للغاية، ومحشور في زاوية ضيقة، لذلك أصبح يتصرف بطريقة مجنونة وخطرة برزت في ارتكاب المجازر المروعة في غزة، وقصف قرى في الجنوب اللبناني واستهداف الآليات المدنية، بطريقة تكشف خسة الاحتلال وفقدانه السيطرة على أرض المعركة الحقيقية حيث يغيب النصر المزعوم للكيان وتبدده نيران وكمائن المقاومة التي تحقق النصر الحقيقي في الميدان بخلاف جيش الاحتلال، الذي يدفع بالمنطقة نحو الهاوية، عبر تصرفاته التي قد تفجر برميل البارود، وتشعل حرباً شاملة تغرق الكيان.

الحرب الشاملة ليست في مصلحة الاحتلال فـ”إسرائيل” صغيرة من حيث عدد المستوطنين والجغرافيا والاقتصاد، ولا يمكنها أن تتحمل أن تُفاجأ، أو تخوض حروباً طويلة، أو تحافظ على موقف دفاعي إلى أجل غير مسمّى، أما خصم عنيد وعقيدة قتالية مقاومة طويلة النفس.

الكيان الإسرائيلي ما زال يرزح تحت وطأة التأثير النفسي لهجوم الـ 7 من أكتوبر الذي أحدث جرحاً عميقاً بالنسبة إلى الإسرائيليين، وكان تذكيراً ملموساً بأن التهديد لوجود “إسرائيل” ليس مجرد كلام فارغ لا طائل منه من جانب خصومها، وأن عواقب لحظة وجيزة من الفشل في تأمين الحدود كانت وخيمة، ما أفرز تبعات كبيرة وخطيرة على الكيان تمثلت بفقدان معظم مستوطني الكيان بالشعور بالأمن، وهذا ما ظهر في الشمال الذي سكنته الأشباح.

وبالنسبة لما أشرنا إليه سابقاً من أن الاحتلال بذل كل طاقته في الحرب على غزة فإن مسؤولون في الإدارة الأمريكية قالوا بالحرف إن “إسرائيل حققت كل ما في وسعها عسكريا في قطاع غزة والآن القصف المستمر لا يؤدي إلا لقتل المدنيين، في حين تضاءلت إمكانية الاستمرار في إضعاف حماس.. وتظل الدبلوماسية هي الطريقة الوحيدة التي يمكن لإسرائيل من خلالها تحقيق هدفها الأعظم لإعادة الأسرى”.

ومع مجمل الصورة التي تم استعراضها يبقى الهاجس الأكبر لجيش الاحتلال هو رد حزب الله المرتقب الذي يتوقع الكثيرون أن يهز أركان الكيان، ومع هذا التوقع يعيش الاحتلال حالة الترقب بقلق من الحزب اللبناني الذي جعل أعداء الإنسانية في الكيان يقفون على ساق واحدة.

حزب الله ليس في وارد التفاوض على منسوب منخفض من الحقوق فهو يريد الحقوق كاملة، والاحتلال وداعمي غطرسته يراوغون في الميدان السياسي والدبلوماسي، ويحاولون الخروج بأقل الخسائر، دون إعطاء أصحاب الحق حقوقهم، وترك مجال للقانون الدولي لفرض العقاب المناسب على إجرام “إسرائيل”، ومن حق الحزب أن يرد بالطريقة المناسبة التي توازن كفة الصراع، وتهز أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي طغى وبغى في سلوكياته الحاقدة.

لا شك أن حزب الله مصمّم على الرد على اغتيال الشهيد القائد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، ولا نقاش في هذا، ولا جدل، وهو لا يرد على الرسائل منذ الاغتيالات، وقدراته في مجال الأسلحة الجديدة عالية وبوسعه توجيه ضربة دقيقة إلى قلب الكيان ولأهم منشآته.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...