تناقض في المواقف حول اتفاق لوقف التصعيد في السويداء
أثار الإعلان عن اتفاق لوقف التصعيد في محافظة السويداء السورية جدلاً واسعاً، بعد صدور مواقف متناقضة من الأطراف المحلية الفاعلة، في ظل استمرار التوترات الميدانية وتصاعد الخسائر البشرية.
ففي وقت سابق من اليوم، أعلنت “دار طائفة الموحدين الدروز”، عبر الشيخ يوسف جربوع، التوصل إلى اتفاق مع السلطات السورية ينص على وقف إطلاق النار وعودة مؤسسات الدولة إلى المحافظة، بما يشمل تأكيد سيادة الدولة السورية الكاملة واندماج السويداء ضمن الدولة.
وبحسب ما أوردته وزارة الداخلية السورية، فإن الاتفاق يتضمن عدداً من البنود، منها:
-
إيقاف العمليات العسكرية بشكل فوري من جميع الأطراف.
-
تشكيل لجنة مشتركة من الحكومة ووجهاء السويداء للإشراف على تنفيذ الاتفاق.
-
نشر قوى الأمن والشرطة، بمشاركة أبناء المحافظة، لضمان الاستقرار.
-
احترام الممتلكات الخاصة وحماية المدنيين.
-
تنظيم ملف السلاح الثقيل بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع.
-
تفعيل مؤسسات الدولة في المحافظة وتقديم الخدمات الأساسية.
-
تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن الانتهاكات الأخيرة، وتعويض المتضررين.
-
العمل على إطلاق سراح المعتقلين وكشف مصير المفقودين.
رفض من الرئاسة الروحية
بالمقابل، أصدرت “الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز”، برئاسة الشيخ حكمت الهجري، بياناً نفت فيه وجود أي اتفاق أو تفاوض مع من وصفتها بـ”الجهات التي تدّعي تمثيل الدولة”، معتبرة أن ما يجري هو “قتال مشروع ضد من وصفتهم بالعصابات الإرهابية المسلحة”.
وشدد البيان على استمرار ما وصفه بـ”المعركة لتحرير كامل تراب محافظة السويداء”، داعياً إلى عدم التهاون في “الواجب الوطني والإنساني”، كما وجّه نداءً للمسلحين المتبقين من أبناء المحافظة لإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم، متعهداً بعدم الإساءة إليهم.
كما حذر البيان من محاولات فرض اتفاقات أحادية الجانب، مشدداً على أن أي جهة أو شخص يتواصل بشكل منفرد مع الحكومة “سيُعرض نفسه للمساءلة القانونية والاجتماعية”.
غموض في المشهد
تباين هذه المواقف يعكس حالة الانقسام داخل السويداء بشأن العلاقة مع الدولة السورية، كما يسلط الضوء على هشاشة أي اتفاق دون توافق واسع بين المرجعيات الدينية والاجتماعية في المحافظة. وفي ظل هذا الغموض، تبقى الأوضاع على الأرض مرهونة بمدى الالتزام الفعلي بوقف إطلاق النار، ومدى قدرة الأطراف على ضبط التصعيد وتجاوز الخلافات الداخلية.
إقرأ أيضاً: ردود أفعال لبنانية حول أحداث السويداء